الباب الأول في نسب النبي ÷
  تُرْفَعُنِي وَجَنَاً وَتَهْوِي بِي وَجَنْ ... حَتَّى أَتَى عَارِي الْحَامِي وَالْقَطَنِ
  تَلُفُّهُ فِيْ الرِّيْحِ بَوْغَاءُ الدِّمَنْ ... فَإِنَّهُ احْتَجَبَ مِنْ حُصْنٍ سَكَن
  فَلَمَّا سَمِعَ سَطِيْحٌ شِعْرَهُ رَفَعَ رَأْسَهُ وَهُوَ يَقُوْلُ: عَبْدُ الْمَسِيْحِ عَلَى جَمَلٍ يَسِيْحُ، جَاءَ إِلَى سَطِيْحٍ، وَقَدْ وَافَى عَلَى الضَّرِيْحِ، بَعَثَكَ مَلِكُ شَاهِيَان لارْتِجَاسِ الإِيْوَانِ، وَخُمُوْدِ النِّيْرَان، وَرُؤْيَا الْمُوْبَذَان، رَأَى إِبِلاً صِعَاباً تَقُوْدُ خَيْلاً عِرَاباً قَطَعَتْ دِجْلَةَ وَانْتَشَرَتْ فِيْ بِلادِهَا، يَا عَبْد المَسِيْحِ إِذَا كَثُرَتِ التِّلاَوَةُ، وَظَهَرَ صَاحِبُ الْهِرَاوَة، وَفَاضَ وَادِي السَّمَاوَة، وَغَارَتْ بُحَيْرَةُ سَاوَةَ، وَخَمِدَتْ نَارُ فَارِسٍ، فَلَيْسَ الشَّامُ لِسَطِيْحٍ شَامَا، يَمْلِكُ مِنْهُمْ مَلْكُوْنَ وَمَلْكَات عَلَى عَدَدِ الشُّرُفَات، وَكُلُّ مَا هُوَ آتٍ آتْ، ثُمَّ قَضَى سَطِيْح مَكَانَهُ، فَنَهَضَ عَبْدُ المَسِيْحِ إِلَى رَحْلِهِ فَقَالَ:
  شَمِّرْ فَإِنَّكَ مَا مِنِّي لَهُمْ شَمِيْرُ ... وَلاَ يَغُرُّهُ عَنْكَ تَفْرِيْقٌ وَتَعْبِيْرُ
  أَنْ لَيْسَ مُلْكُ بَنِي سَاسَانَ أَفْرَطَهُمْ ... فَإِنْ يَرَ الدَّهْرُ أَطْوَاراً دَهَارِيْرُ
  فَرُبَّمَا رُبَّمَا أَضْحَوا بِمَنْزِلَةٍ ... تَهَابُ صَوْلَهُمُ الأُسْدُ الْمَهَاصِيْرُ