قَيْنٍ بِالْمَدِيْنَةِ يُقَالَ لَهُ أَبُو سَيْفٍ، قَالَ: فَانْطَلَقَ النَّبِيُّ ÷، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى أَبِي سَيْفٍ وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيْرِهِ وَالْبَيْتُ مَمْلُوْءٌ دُخَانَاً، فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ قُلْتُ: يَا [أَبَا يُوْسُف]، أَمْسِكْ جَاءَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ فَأَمْسَكَ، فَدَعَا النَّبِيُّ ÷ بِالصَّبِيِّ فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُوْلَهُ، ثُمَّ رَأَيْتُهُ أَخَذَ بَعْدَ ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ وَهُوَ يَكِيْدُ بِنَفْسِهِ، فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ فَقَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ وَلاَ نَقُوْلُ إِلاَّ مَا يُرْضِي رَبَّنَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ».

  ٥١٢ - قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ الْحَكَمِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ÷: «وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ» فَذَكَرَ مِثْلَهُ، وَقَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ».

  ٥١٣ - (قَالَ: أَخْبَرَنَا) أَبُوبَكْرٍ الْجَوْزَذَانِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُوبَكْرِ بْنُ الْمُقْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَرُوْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الأَزْهَرُ بْنُ جَمِيْلٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِي خَيْثَمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبَ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيْدَ أَنَّهَا حَدَّثَتْهُ، قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيْمُ بْنُ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ بَكَى رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ فَقَالَ أَبُوبَكْرٍ وَعُمَرُ: أَنْتَ أَحَقُّ مَنْ عَرَفَ لِلَّهِ ø حَقَّهُ قَالَ: «تَدْمَعُ الْعَيْنُ وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُوْلُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ؛ لَوْلاَ أَنَّهُ وَعْدٌ صَادِقٌ وَمَوْعِدٌ جَامِعٌ وَأَنَّ الآخِرَ تَابِعٌ عَلَى إِثْرِ الأَوَّلِ لَوَجِدْنَا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ أَفْضَلَ مِمَّا وَجِدْنَا، وَإِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيْمُ لَمَحْزُوْنُوْنَ».