الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

وصايا أمير المؤمنين #

صفحة 485 - الجزء 1

  الْمِنْبَرِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ قُبِضَ فِيْكُمُ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ لَمْ يَسْبِقَهُ الأَوَّلُوْنَ وَلاَ يُدْرِكُهُ الآخِرُوْن، قَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ يَبْعَثُهُ الْمَبْعَثَ فَيَكْتَنِفُهُ جِبْرِيْلُ عَنْ يَمِيْنِهِ وَمِيْكَائِيْلُ عَنْ يَسَارِهِ لاَ يُثْنِي حَتَّى يَفْتَحَ لَهُمْ مَا تَرَكَ إِلاَّ سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ أَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَ بِهَا خَادِماً، وَقَدْ قُبِضَ فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيْهَا عِيْسَى بْنُ مَرْيَمَ لَيَلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ مِنْ رَمَضَانَ.

  ٦٢٣ - (ح) قَالَ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ مُحَمَّدُ بْنُِ عِمْرَانَ الْمَرْزَبَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَشَيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيْلُ بْنُ أَبَانٍ، عَنْ سَلاَّمِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ مَعْرُوْفٍ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ بْنِ وَاثِلَةَ، قَالَ: خَطَبَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ @ بَعْدَ وَفَاةِ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ # فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَرَ أَمِيْرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيًّا # خَاتَمَ الأَوْصِيَاءِ، وَوَصِيَّ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ، وَأَمِيْرَ الصِّدِّيْقِيْنَ وَالشُّهَدَاءِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، وَاللَّهِ لَقَدْ فَارَقَكُمْ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الأَوَّلُوْنَ بِعِلْمٍ، وَلاَ يُدْرِكَهُ الآخِرُوْنَ، فَقَدْ كَانَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ يُعْطِيْهِ الرَّايَةَ فَيُقَاتِلُ جِبْرِيْلُ عَنْ يَمِيْنِهِ وَمِيْكَائِيْلُ عَنْ يَسَارِهِ فَمَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ قَبِضَهُ اللَّهُ فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي قُبِضَ فِيْهَا وَصِيُّ مُوْسَى، وَعُرِجَ بِرُوْحِهِ فِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي عُرِجَ فِيْهَا بِرُوْحِ عِيْسَى، وَفِيْ اللَّيْلَةِ الَّتِي أُنْزِلَ فِيْهَا الْقُرْآنُ، وَاللَّهِ مَا تَرَكَ ذَهَباً وَلاَ فِضَّةً إِلاَّ شَيْئاً عَلَى صَبِيٍّ لَهُ، وَمَا تَرَكَ فِيْ [بَيْتَهِ مِن] الْمَالِ إِلاَّ سَبْعَمِائَةٍ وَخَمْسِيْنَ دِرْهَماً فَضُلَتْ مِنْ عَطَائِهِ أَرَادَ أَنْ يَشْتَرِيَ بِهَا خَادِماً لأُمِّ كُلْثُوْمٍ.