الأمالي الإثنينية،

يحيى بن الحسين الشجري (المتوفى: 479 هـ)

[طرق حديث الكساء]

صفحة 525 - الجزء 1

  الأُمَّةِ فِرْقَةً وَجَمَاعَةً، فَجَامِعُوْهَا إِذَا اجْتَمَعَتْ، فَإِذَا افْتَرَقَتْ فَارْقُبُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ، فَإِنْ سَالَمُوا فَسَالِمُوا، وَإِنْ حَارَبُوا فَحَارِبُوا، فَإِنَّهُمْ مَعَ الْحَقِّ، وَالْحَقُّ مَعَهُمْ، لاَ يُفَارِقُهُمْ وَلاَ يُفَارِقُوْنَهُ.

  ٧٠١ - وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُوالْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْقَاضِي أَبُوْ عَلِيٍّ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْعَلاءِ التَّنُوخِيُّ |، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُوعَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْخَتْلِيُّ الْحَافِظُ فِيْ الْمُذَاكَرَةِ، قَالَ: كُنْتُ أَجْمَعُ حَدِيْثَ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيْهِ، عَنْ جَدِّهِ، فَلَمَّا ظَنَنْتُ أَنِّي قَدْ فَرِغْتُ مِنْهُ جَلَسْتُ لَيْلَةً فِيْ بَيْتِي، وَالسِّرَاجُ بَيْنَ يَدَيَّ وَأُمِّي فِيْ صِفَةٍ حيَالِ الْبَيْتِ الَّذِي أَنَا فِيْهِ وَابْتَدَيْتُ أَنْظُمُ الرِّقَاعَ وَأُصَنِّفُهَا، فَحَمَلَتْنِي عَيْنِي، فَرَأَيْتُ رَجُلاً أَسْوَدَ قَدْ دَخَلَ إِلَيَّ بِهِزٍّ ذِيْ نَارٍ، فَقَالَ: تَجْمَعُ حَدِيْثَ هَذَا الْعَدُوَّ لِلَّهِ أَحْرِقْهُ وَإِلاَّ أَحْرَقْتُكَ وَأُوْمَى بِيَدِهِ بِالنَارِ، فَصِحْتُ وَانْتَبَهْتُ، فَعُدْتُ إِلَى أُمِّي فَقَالَتْ: مَالَكَ؟ مَالَكَ؟

  فَقُلْتُ: مَنَاماً رَأَيْتُهُ وَجَمَعْتُ الرِّقَاعَ، وَلَمْ أُعْرِضْ لِتَمَامِ التَّصْنِيْفِ وَهَالَنِي الْمَنَامُ وَعَجِبْتُ مِنْهُ، فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ مُدَّةٍ طَوِيْلَةٍ ذَكَرْتُ الْمَنَامَ لِشَيْخٍ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِيْثِ كُنْتُ آنَسُ بِهِ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي فُلاَنٌ، عَنْ فُلاَنٍ - يَذْكُرُ إِسْنَاداً لَسْتُ أَقُوْمُ عَلَى حِفْظِهِ وَلاَ كَتَبْتُ عَنْهُ فِيْ الْحَالِ - أَنَّ عَمْرَو بْنَ شُعَيْبٍ هَذَا لَمَّا أَسْقَطَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيْزِ مِنَ الْخُطْبَةِ عَلَى الْمَنَابِرِ لَعْنَ أَمِيْرِ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلِيٍّ # قَامَ إِلَيْهِ عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ وَقَدْ بَلَغَ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي كَانَتْ بَنُوْ أُمَيَّةَ تَلْعَنُ فِيْهِ