[ذكر مقتل زيد بن علي @]
  الْوَلِيْدِ بْنِ مَرْبَدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شٌعَيْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْبِطْرِيْقُ بْنُ يَزِيْدَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوساً مَعَ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ فِيْ الْمَسْجِدِ فَأُتِيَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ @ فَنُصِبَ فِيْ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ هَذَا بِالْعَجَبِ، قُلْنَا: وَمَا وَرَاءَكَ أَصْلَحَكَ اللَّهُ؟ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُوْلُ: وَاللَّه لَعَجِبْتُ لِبَنِي هَاشِمٍ وَخُرُوْجُهُمْ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ، لَقَدْ عَلِمَتْ بَنُو هَاشِمٍ أَوْ مَنْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْهُمْ أَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ لَنْ تَهْلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ عَلَيْهَا زِنْدِيْقُهَا، ثُمَّ خَرَجَ كَمَا تَرَوْنَ، قَالَ ابْنُ شٌعَيْبٍ: فَمَا بَرَحَتْ بِيَزِيْدَ الأَيَّامُ حَتَّى كَانَ هُوَ الْخَارِجُ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ.
  قَالَ السَّيِّدُ ¥: هَذَا يَزِيْدُ بْنُ عَبْدِالْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ، وَهُوَ ابْنُ عَاتِكَةَ، وَقَدْ وَلِيَ بَعْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْد الْعَزِيْزِ بِعَهْدٍ مِنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَإِنَّمَا الزِّنْدِيْقُ الْوَلِيْدُ بْنُ يَزِيْدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الَّذِي يَقُوْلُ:
  تَلاَعَبَ بِالْبَرِيَّةِ هَاشِمِيٌّ ... بِلاَ وَحْيٍ أَتَاهُ وَلاَ كِتَابِ
  وَتَفَاءَلَ بِالْمَصْحَفِ فَخَرَجَ {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ١٥ مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ ١٦ يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ}[إبراهيم: ١٥ - ١٧]، فَرَمَى بِهِ وَاسْتَهْدَفَهُ وَجَعَلَ يَرْمِيْهِ بِالنِّشَابِ، وَهُوَ يَقُوْلُ:
  تُهَدِّدُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيْدٍ ... فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنِيْدُ
  إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْرٍ ... فَقُلْ: يَا رَبُّ مَزَّقَنِي الْوَلِيْدُ