[كرامة استقبال الخشبة نحو القبلة]
  جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْدَلاَنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحَذَّاءُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْد الرَّحْمَنِ الأَصْبَاغِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيْعُ بْن حَبِيْبٍ، قَالَ: لَمَّا أُصِيْبَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ # خَرَجْتُ إِلَى الْمَدِيْنَةِ أَنَا، وَأُتِيَ بِرَأْسِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ @، فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ يَصْعَدُوْنَ الْمِنْبَرَ يَشْتُمُوْنَ وَيَتَبَرَّأُوْنَ، فَجَاءَ شَيْخٌ فَقَالَ: أَمَّا مَنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ وَشَتَمَهُ طَلَبَ دُنْيَا، فَإِنِّي لَسْتُ أَطْلُبُ دُنْيَا فَأَقْبَلَ فِيْ شَتْمِهِ وَالْبَرَاءَةِ مِنْهُ، قَالَ: فَبْيَنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ قَالَ: مَا هَذِهِ الْظُّلْمَةُ الَّتِي قَدْ غَشِيَتْنَا، قَالَ: فَمَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلاَّ أَعْمَى يُقَادُ.
  ٨٦٧ - وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ التَّمِيْمِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيْزِ بْنُ يَحْيَى الْمُغِيْرَةِ بْنِ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْغَفَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ شَهِدَ زَيْداً - يَعْنَي ابْنَ عَلِيٍّ @ - حِيْنَ أُحْرِقَ، قَالَ: نَادَى مُنَادٍ: مَنْ جَاءَ بِحِزْمَةِ حَطَبٍ فَلَهُ كَذَا وَكَذَا دِرْهَماً، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْعَلاءُ بْنُ يَزِيْدَ، مَوْلًى لآلِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ بِحِزَمٍ مِنْ حَطَبٍ فَأُعْطِي دَرَاهِمَ، وَقَالَ: لاَ أُرِيْدُ، إِنَّمَا جِئْتُ بِهَا أَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَى اللَّهِ فِيْ إِحْرَاقِ الْفَاسِقِ ابْنِ الْفَاسِقِ، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا مَضَتْ عَلَيْنَا إِلاَّ أَقَلُّ مِنْ عِشْرِيْنَ لَيْلَةً، حَتَّى رَأَيْتُهُ مُحْتَرِقاً فِيْ بَيْتِ نَباذ بْنِ زُرَارَةَ، وَكَانَ مَعَهُ غُلاَمٌ يَفْسُقُ بِهِ، فَنَامُوا وَتَرَكُوا الْمِصْبَاحَ لَمْ يُطْفِئُوْهُ، فَاضْطَرَمَ عَلَيْهِمْ الْبِيْتُ نَاراً فَاحْتَرَقُوا كُلَّهُمْ.