[كرامة استقبال الخشبة نحو القبلة]
  وَأَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ عَلَى فَرَسٍ رَائِعٍ كَرِيْمٍ، وَهُوَ يَقُوْلُ:
  يَا مَعْشَرَ الأَوْغَادِ وَالطُّغَامِ ... يَا شِيْعَةَ الأَنْذَالِ وَالأَفْدَامِ
  أَنْتُمْ لِئَامٌ وَبَنُوْ لِئَامٍ
  وَذَكَرَ أَبْيَاتَهُ، قَالَ: فَبَرَزَ إِلَيْهِ رَبِيْعَةُ بْنُ شَمِيْرٍ الكِلاَبِيُّ وَهُوَ يَقُوْلُ:
  اصْبِرْ لَحَاكَ اللَّهُ يَا ابْنَ كَلْبٍ ... لِلطَّعْنِ مِنْ فُرْسَانِنَا وَالضَّرْبِ
  وَاصْبِرْ لِخِزْيٍ عَاجِلٍ وَسَبٍّ ... بَعْدَ عَذَابٍ لَكَ عِنْدَ الرَّبِّ
  ٩٠٠ - وَبِهِ قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّرِيْفُ أَبُوعَبْدِاللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ حَاجِبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ هَارُوْنَ، [وَمُحَمَّدُ بْنُ] وَلِيْدٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ النَّحَّاسِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشْدٍ، عَنْ أَبِي مُعَمَّرٍ، قَالَ: وَشَدَّ عَلَيْهِمْ رَبِيْعَةُ بْنُ جَدِيْدٍ وَكَانَ مِنْ فُرْسَانِ زَيْدِ بْنِ عَلِيٍّ #، وَهُوَ يَقُوْلُ:
  وَاللَّهِ لاَ أَرْجِعُ حَتَّى أُعْذَرَا ... وَأَقْتُلُ الْمَرْءَ اللَّئِيْمَ الْكَافِرَا
  مَا كُنْتُ بِابْنِ الطُّاهِرِيْن أَعْذُرَا ... أَوْ أَسْقِيَ الصُّعْدَةَ مِنِّي أَحْمَرَا
  مِنْ شِيْعَةِ الْكُفَّارِ أَرْجُو الظَّفَرَا ... وَأَنْصُرُ الْمُتَوَّجَ الْمُطَهَّرَا
  ابْنَ رَسُوْلِ اللَّهِ ذَاكَ الأَزْهَرَا ... أَفْضَلَ مَنْ هَلَّلَ رَبِّي الأَكْبَرَا
  حَتَّى أَمُوْتَ دُوْنَهُ وَأُقْبَرا
  قَالَ: وَأَقْبَلَ زَيْدُ بْنُ عَلِيٍّ # وَأَصْحَابُهُ مِنْ جَبَّانَةِ سَالِمٍ، فَاسْتَقَبْلَهُمْ