مقدمة المؤلف
  يقدم علم معرفة الله، وما يجب له، وما يجوز عليه، وما يستحيل على غيره من العلوم، ثم ما كان فرض عين على ما كان فرض كفاية، ثم ما كان مندوبًا إليه على ما كان مباحًا. (ثم اجتهد): ابْذُلِ الوُسْعَ في الطلب بالجد والاجتهاد، (تحط): تبلغ، (بذاك): أَشَارَ ة إلى المقصود الأهم، (علما) منصوب على المعفولية. قوله:
  ٩ - وَمِنْ أَهَمِّ الْعِلْمِ يَا ذَا الْعَقْلِ ... عِلْمُ الْمَوَارِيْثِ لِمَا فِي النَّقْل
  ١٠ - مِنْ أَنَّهُ يُرْفَعُ قَبْلَ الْعِلْمِ ... فَحِفْظُهُ صَارَ مِنَ الأَهَمّ
  (ومن أهم): وآكد، (العلم) قد تقدم بيانه، (ياذا): أي يا صاحب، (العقل): وهو جوهر لطيف مجرد عن المادة غير متعلق بالبدن يدعو إلى عبادة الله وطاعته. فقوله: (ومن أهم): خبر مقدم، (وعلم المواريث): مبتدأ مضاف مؤخر، والمواريث جمع ميراث كالموازين جمع ميزان، وهو ما يأخذه الحي من مخلف الهالك بسبب من الأسباب، (لما في النقل): أي لما جاء في المنقول عنه ÷ من الأخبار (بأنه): أي علم المواريث، (يُرفع): من الأرض، قبل غيره من العلم. (فحفظه): الفاء سببية (صار من الأهم) أي إذا علمت أنه أول علم يرفع فحفظه حينئذ من أهم المهمات، والأخبارُ كثيرة صحيحة منها ما أخرجه ابن ماجه والحاكم والدارقطني من حديث أبي هريرة بلفظ: «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ فَإِنَّهَا مِنْ دِينِكُمْ، وَإِنَّهَا نِصْفُ الْعِلْمِ، وإِنَّهُ أَوَّلُ مَا يُنْزَعُ مِنْ أُمَّتِي» وهذا الحديث وَإِن كَانَ مداره على ابن أبي العطاف وهو متروك فله شواهد منها: حديث أن النبي ÷ قال: «تَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ؛ فَإِنِّي امْرؤٌ مَقْبُوضٌ، وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ، وَيَظْهَرُ الْبَيْنُ حَتَّى يَخْتَلِفَ الاِثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ فَلَا يَجِدَانِ مَنْ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا»(١) أخرجه النسائي، والحاكم، والدارقطني، والدارمي من حديث ابن مسعود، وفيه انقطاع عند المحدثين، لكن وصله أحمد، والحاكم وصححه، ومنها عند الطبراني من حديث أبي بكرة، وعند الترمذي من حديث أبي هريرة والله أعلم.
  ١١ - وَقَدْ نَظَمْتُهُ عَلَى الْكَمَالِ ... بِغَيْرِ إلْغَازٍ وَلَا إِشْكَال
  ١٢ - مُعْتَمِدًا مَذْهَبَ آلِ الْمُصْطَفَى ... وَذَاكَ حَسْبِي مِنْ سِوَاهُمْ وَكَفَى
  ١٣ - لأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الرَّشَادِ ... وَحُبُّهُمْ فَرْضٌ عَلَى الْعِبَاد
  ١٤ - حَثَّ عَلَى اتِّبَاعِهِمْ خَيْرُ الْوَرَى ... كَمَا أَتَى مِنْ نَصِّهِ مُكَرَّرَا
  ١٥ - بِأَنَّهُم سَفِيْنَةُ النَّجَاةِ ... وَغَيْرُ ذَا صَحَّ عَنِ الثِّقَاة
(١) ابن ماجة ٢/ ٩٠٨، والحاكم ٤/ ٣٦٩ رقم ٧٩٤٨، ٣٤٩٣، والدارقطني ٤/ ٦٧ رقم ١.