كشف الغامض شرح منظومة الفرائض،

الحسن بن إسماعيل الحسني (المتوفى: 1270 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 31 - الجزء 1

  (وقد نظمته): أي ألّفته وركبته على وزن معروف وهو بحر الرجز المركب من مستفعلن ست مرات (على) الوفاء و (الكمال) من دون نقصان مع بيان الأمثلة وتقرير المسألة وإيضاحها على ما ينبغي (بغير إلغاز): تعمية (ولا إشكال): إيهام، (معتمدًا): نصب على الحال، (مذهب آل المصطفى): المذهب في الأصل موضع الذهاب وفي اصطلاح العلماء: هو الاعتقاد الصادر عن دليل أو شِبْهِهِ أو تقليد ومنه الرأي أيضًا، (وذاك): أي مذهبهم، (حسبي): أي محسبي بمعنى كافيَّ، (من) مذهب (سواهم): غيرهم، (وكفى به) مذهبًا، من تمسك به نجا، ثم أَشَارَ إلى السبب في الاعتماد على مذهبهم بقوله: (لأنهم): أي أهل البيت (أئمة): بالهمز جمع إمام وهو من يؤتم بأقواله وأفعاله من المجتهدين المشهورين السابقين منهم (الرشاد) ما يرشدك أي يدلك على الخير (وحبهم) أي مودتهم (فرض): مُتَحَتِّمٌ (على العباد) لقوله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣] وقد حصل الإجماع على أن قرابة النبي ÷ أهل بيته لا سواهم من الأمة إلا ما شذَّ من الأقوال التي لا يعتد بها، ولله در الإمام الشافعي حيث يقول:

  يَا أَهْلَ بَيْتِ رَسُولِ اللهِ حُبُّكُمُ ... فَرْضٌ مِنَ اللهِ فِي الْقُرْآنِ أَنْزَلَهُ

  يَكْفِيكُمُ مِنْ عَظِيمِ الشَّأْنِ أَنَّكُمُ ... مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْ لَا صَلَاةَ لَهُ⁣(⁣١)

  (حث): حَرَّضَ (على اتباعهم): واقتفاء آثارهم والاهتداء بهديهم والاستصباح بمصباح علومهم (خير الورى): أي خير الخلق وهو نبيئنا محمد ÷ (كما أتى من نصه): أي كما جاء من نصه الصريح وهو ما لا يحتمل غير معناه المراد منه (مكررًا): نُصِبَ على الحال (بأنهم): أي أهل البيت (سفينة النجاة) أَشَارَ به إلى الحديث الذي أخرجه الحاكم من وجهين عن أبي إسحاق، ومن حديث ابن عباس «أَهْلُ بَيْتِي كَسَفِينَةِ نُوحٍ» وحديث: «وَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ عَنْ عِلْمٍ تُنُوسِخَ مِنْ أَصْلَابِ أَصْحَابِ السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَ فِي عِتْرَةِ نَبِيِّكُمْ» أخرجه الترمذي عن جابر وزيد بن أرقم، وأخرجه أيضًا الترمذي وأحمد والطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت وأحمد وعبد بن حميد ومسلم عن زيد بن أرقم، وابن أبي شيبة وابن سعيد وأحمد وأبو يعلى عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه الطبراني في الأوسط وفيه أن النبي ÷ قَالَ ذلك في حجة الوداع، أخرجه الخطيب في المفترق والمتفق، والحاكم في المستدرك⁣(⁣٢) وحديث: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا مِنْ بَعْدِي أَبَدًا: كِتَابَ اللهِ، وَعِتْرتِي أَهْلَ بَيْتِي، إِنَّ اللَّطِيفَ الْخَبِيرَ أَنْبَأَنِي أَنَّهُمَا


(١) ديوان الإمام الشافعي ص ٨٣.

(٢) الحاكم ٢/ ٣٤٣ رقم ٣٣١٢، و ٧/ ٤٥١ رقم ٣٢٧٠، والترمذي ٥/ ٧٣٥، وأحمد ٦/ ١٧٧٩، والطبراني في الأوسط رقم ٥٣٩٠، ومسلم رقم ١٣٥٧، وابن أبي شيبة رقم ٣٢١١٥.