رأس العلم
رأس العلم
  إن أهم الواجبات على كل مسلم هو معرفة الله سبحانه؛ لأنها الطريق إلى عبادته والتصديق برسله. قال ÷ للرجل الذي سأله أن يعلمه من غرائب العلم فقال له: «ماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه؟ قال: وما رأس العلم؟ قال: معرفة الله - تعالى - حق معرفته، فقال: وما معرفة الله حق معرفته؟ قال ÷: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وأن تعرفه إلهاً واحداً، أولاً آخراً، ظاهراً باطناً لا كفء له ولا مثل»(١) ولأن الإيمان هو أساس الإسلام وقاعدته فإن تسرب الشك أو ضعف الإيمان، أو غياب المعرفة الحقة بالله سبحانه تجعل علاقة الإنسان بخالقه علاقة شك وريبة، فللمعرفة بالخالق الجليل أثرها في حياة الإنسان واستقامة سلوكه وتنظيم حياته، فمن عرف الله سبحانه حق معرفته شعر بالطمأنينة والاستقرار النفسي والفكري؛ لأنه يعرف أن له خالقاً رحيماً عادلاً حكيماً يحبه ويرعاه، ومصائر الأُمور كلها بيده، كما أن للمعرفة آثاراً سلوكية واجتماعية عظيمة، فالذي يعرف الله سبحانه وتعالى يشعر بأن الله معه، وأنه يراقبه ويحاسبه، فيربي هذا الشعور في نفسه الحياء والخوف منه جل وعلا، والرقيب الذاتي الذي يحول بينه وبين ارتكاب الجرائم ومخالفة الأوامر الإلهية، ويمنعه من الظلم والتعدي.
(١) أمالي أبي طالب وغيره.