(الباب الأول في الأخبار)
  وعن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك، أخرجه ابن جرير أيضاً، وعن ميمون بن عبدالله قال: كنت عند زيد بن أرقم فجاء رجل فسأل عن علي فقال: كنا مع رسول الله ÷ في سفر بين مكة والمدينة فنزلنا مكاناً يقال له: غدير خم، فأُذِّنَ: «الصلاة جامعة» فاجتمع الناس، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «يا أيها الناس، ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟» قلنا: بلى يا رسول الله، نحن نشهد أنك أولى بكل مؤمن من نفسه، قال: «فإني من كنت مولاه فهذا مولاه» وأخذ بيد علي ولا أعلمه إلا قال: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». أخرجه ابن جرير أيضاً.
  وعن عطية العوفي عن زيد بن أرقم أن رسول الله ÷ أخذ بعضدي علي يوم غدير خم بأرض الجحفة ثم قال: «أيها الناس، ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أخرجه ابن جرير أيضاً.
  وعن أبي الضحى(١) عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ÷: «من كنت وليه فعلي وليه» أخرجه ابن جرير أيضاً.
  وعن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: خطب علي فقال: «أَنْشُدُ الله امرأً(٢) أَنْشُدُه
(قوله): «وعن عطية العوفي» بسكون الواو وفاء.
(قوله): «أنشد الله أمراً أنشده» لعل الثاني تأكيد.
(١) في تهذيب الكمال: أبو الضحى مسلم بن صبيح بالتصغير الهمداني الكوفي، مشهور باسمه وكنيته. اهـ وكذا في الطبقات والخلاصة هكذا أبو الضحى، وضبط في بعض النسخ هنا أبو الضبحى بالباء الموحدة منسوباً إلى خط بعض العلماء، ولعله تصحيف، وفي المغني والتقريب بضم الصاد مقصوراً يعني صبحى.
(٢) فيه: نشدتك الله والرحم، أي: سألتك بالله وبالرحم، يقال: نشدتك الله وأنشدك الله وبالله، وناشدتك الله وبالله، أي: سألتك وأقسمت عليك، ونشدته نشدة ونشداناً ومناشدة. وتعديته إلى مفعولين إما لأنه بمنزلة دعوت حيث قالوا: نشدتك الله وبالله كما قالوا: دعوت زيداً وبزيد، أو لأنهم[١] ضمنوه معنى ذكرت. (نهاية). قال السعد في حواشي الكشاف في الكلام على سورة النساء بعد مثل كلام النهاية ما لفظه: وإما لتضمين معنى التذكر، كأنه قيل: ذكرتك الله طالباً ومستعطفاً، قال حسان: نشدت بني النجار أفعال والدي، أي: ذكرتهم إياها، وأصله من النشيد، وهو رفع الصوت. وفي الصحاح: ونشدت فلاناً أنشده نشداً إذا قلت له: نشدتك الله، أي: سألتك بالله كأنك ذكرته إياه فنشد أي: تذكر. اهـ كذا ضبطه الرضي وسيأتي.
[١] في المطبوع: إلا أنهم ضمنوه. والمثبت من النهاية.