(الباب الأول في الأخبار)
  الإسلام سمع رسول الله ÷ يوم غدير خم أخذ بيدي يقول: «ألست أولى بكم معشر المسلمين من أنفسكم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله» إلا قام فشهد.
  فقام بضعة عشر رجلاً فشهدوا، وكتم قوم، فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا(١). أخرجه الدارقطني في الأفراد.
  وعن علي # قال: قال رسول الله ÷: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال: «فمن كنت وليه فعلي وليه» أخرجه ابن أبي عاصم.
  وعن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله ÷ في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي: الصلاة جامعة، وكسح(٢) لرسول الله ÷ تحت شجرة فصلى الظهر فأخذ بيد علي فقال: «ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد علي فقال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. أخرجه ابن أبي شيبة.
  وعن جابر بن عبدالله قال: كنا بالجحفة بغدير خم وثمة ناس كثير من جهينة ومزينة وغفار فخرج علينا رسول الله ÷ من خباء أو فسطاط فأشار بيده ثلاثاً
(قوله): «أخرجه الدارقطني[١] في الأفراد.
(قوله): «أو فسطاط» هي الخيمة السماوية.
(١) يقال: إن الذي برص هو أنس، والذي عمي زيد بن أرقم، وكان زيد يحدث به بعد ذلك ويقول: آليت لا أكتم شيئاً من فضائل علي بعد يوم الرحبة. اهـ لكن سيأتي قريباً أن أنساً ممن قام وشهد في حديث عمير بن سعد، وفي نهج البلاغة ما يدل على أن سبب برص أنس دعاء علي # عليه لما كتم عن طلحة والزبير ما قال رسول الله ÷ في شأنهما مع علي #.
(٢) وكسح كمنع: كنس. (قاموس).
[١] (قوله): «أخرجه الدارقطني في الأفراد» هنا بياض في الأمهات.