هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 280 - الجزء 2

  فأخذ بيد علي فقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أخرجه النسائي.

  وعن جرير البجلي قال: شهدنا الموسم في حجة مع رسول الله ÷ وهي حجة الوداع فبلغنا مكاناً يقال له: غدير خم فنادى: «الصلاة جامعة»، فاجتمع المهاجرون والأنصار، فقام رسول الله ÷ وسطنا فقال: «أيها الناس، بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله، قال: ثم مه؟ قالوا: وأن محمداً عبده ورسوله، قال: فمن وليكم؟ قالوا: الله ورسوله مولانا، قال: ثم من وليكم؟ ثم ضرب بيده على يد علي فأقامه فنزع عضده فأخذ بذراعيه فقال: من يكن الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، اللهم من أحبه من الناس فكن اللهم له حبيباً، ومن أبغضه فكن له مبغضاً، اللهم إني لا أجد أحداً أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك فاقض فيه بالحسنى» أخرجه الطبراني.

  وأخرج ابن جرير وابن أبي عاصم والمحاملي في أماليه وصحح عن علي # أن النبي ÷ حظر الشجرة⁣(⁣١) بخم ثم خرج آخذاً بيد علي ثم قال: «أيها الناس، ألستم تشهدون أن الله ربكم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كان الله ورسوله مولاه فإن هذا مولاه، وقد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا بعده: كتاب الله سببه بيده وسببه بأيديكم وأهل بيتي».

  وعن زيد بن أرقم قال: تنشد علي الناس من سمع رسول الله ÷ يقول يوم غدير خم: «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» فقام بضعة [اثنا/ نخ] عشر رجلاً فشهدوا بذلك. أخرجه الطبراني في الأوسط.

  وعن عمير بن سعد قال: شهدت علياً على المنبر ناشد أصحاب رسول الله ÷ من سمع رسول الله ÷ يوم غدير خم يقول ما قال؟ فقام اثنا عشر


(١) أي: منعها، وفي حاشية: أي جعلها محظورة حراماً.