(الباب الأول في الأخبار)
  وفي كتاب جواهر العقدين للسمهودي الشافعي ما لفظه: وعن حذيفة بن أسيد الغفاري وزيد بن أرقم ® قالا: لما صدر رسول الله ÷ من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا تحتهن ثم قام فقال: «أيها الناس، إني(١) قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبيء إلا نصف عمر الذي يليه، وإني لأظن أن يوشك(٢) أن أدعى فأجيب، فإني مسؤول وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت، فجزاك الله خيراً، فقال: أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وناره حق، وأن البعث حق بعد الموت، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور؟» قالوا: بلى نشهد بذلك، قال: «اللهم اشهد».
  ثم قال: «يا أيها الناس، إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه» يعني علياً، وآخر الحديث في ذكر الثقلين حذفناه اختصاراً، ثم قال: أخرجه الطبراني في الكبير والضياء(٣) في المختارة وأبو نعيم في الحلية، ورجاله رجال الصحيح.
  وفيه عن أبي الطفيل ¥ أن علياً # قام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أنشد الله تعالى من شهد يوم غدير خم إلا قام، ولا يقوم رجل يقول: نبئت أو بلغني إلا رجل سمعته أذناه ووعاه قلبه، فقام سبعة عشر رجلاً منهم خزيمة بن ثابت وسهل بن سعد وعدي بن حاتم وعقبة بن عامر وأبو أيوب الأنصاري وأبو سعيد الخدري
(قوله): «وجهدت» جهد كمنع جد كاجتهد، كذا في القاموس.
(١) في نسخة: إن اللطيف الخبير قد نبأني.
(٢) وأوشك الرجل يوشك إيشاكاً: أسرع السير، ومنه قولهم: يوشك أن يكون كذا بكسر الشين، والعامة تقول: يوشك بفتح الشين، وهي لغة ردية. (مختار).
(٣) المقدسي.