هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 284 - الجزء 2

  وأبو شريح الخزاعي⁣(⁣١) وأبو قدامة الأنصاري وأبو ليلى وأبو الهيثم بن التيهان⁣(⁣٢) ورجال من قريش، فقال علي ¥ وعنهم: هاتوا ما سمعتم، فقالوا: نشهد أنا أقبلنا مع رسول الله ÷ من حجة الوداع، حتى إذا كان الظهر خرج رسول الله ÷ فأمر بشجرات⁣(⁣٣) فشذبن وألقي عليهن ثوب ثم نادى بالصلاة، فخرجنا وصلينا، ثم قام فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، ما أنتم قائلون؟ قالوا: قد بلغت، قال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: إني أوشك أن أدعى فأجيب، وإني مسؤول وأنتم مسؤولون، ثم قال: ألا إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وحرمة شهركم هذا، أوصيكم بالنساء، أوصيكم بالجار، أوصيكم بالمماليك، أوصيكم بالعدل والإحسان» ثم ساق حديث الثقلين، ثم قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».

  فقال علي: «صدقتم، وأنا على ذلكم من الشاهدين» أخرجه ابن عقدة.

  وعن عامر بن ليلى بن ضمرة⁣(⁣٤) وحذيفة بن أسيد ® قالا: لما صدر رسول الله ÷ من حجة الوداع ولم يحج غيرها - أقبل حتى إذا كان بالجحفة نهى عن سمرات بالبطحاء متقاربات لا ينزلوا تحتهن، حتى إذا نزل القوم وأخذوا منازلهم سواهن أرسل إليهن فقم ما تحتهن وشذبن عن رؤوس القوم حتى إذا نودي للصلاة غدا إليهن فصلى تحتهن ثم انصرف إلى الناس، وذلك يوم غدير خم من الجحفة، ولها مسجد معروف - فقال: «أيها الناس، إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن أدعى فأجيب، وإني


(١) اختلف في اسمه، شهد فتح مكة مسلماً، مات بالمدينة سنة ثمان وثمانين.

(٢) التيهان بتشديد الياء وتخفيفها كما سبق ضبطه من السيرة في بحث إجماع العترة، واسمه مالك، قال ابن هشام: ويقال التيهان مخفف وتنقل، كقولك: ميت وميت، وهو أنصاري من الخزرج. (من سيرة ابن هشام).

(٣) في نسخة: بصخرات، وصحح السيد العلامة زيد بن محمد نسخته عليها.

(٤) ضبط في نسخة بعض العلماء بإسكان الميم، قال فيها: وضبط في نسخة بضمها.