(الباب الأول في الأخبار)
  مسؤول وأنتم مسؤولون هل بلغت فما أنتم قائلون؟ قالوا: نقول: قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك الله خيراً.
  فقال: «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق وأن ناره حق والبعث بعد الموت حق؟» قالوا: بلى نشهد، قال: «اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس، ألا تسمعون؟ ألا إن الله مولاي وأنا أولى بكم من أنفسكم، ألا ومن كنت مولاه فهذا مولاه».
  فأخذ بيد علي فرفعها حتى عرفه القوم أجمعون ثم قال: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» ثم ساق حديث الثقلين. أخرجه ابن عقدة(١) في الموالاة.
  وفي كتاب العمدة في عيون صحاح الأخبار للشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن البطريق الأسدي عن جعفر بن محمد قال: لما نزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ}[المائدة: ٦٧] أخذ رسول الله ÷ بيد علي وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه».
  وفيه بالإسناد إلى البراء بن عازب قال: لما أقبلنا مع رسول الله ÷ في حجة الوداع بغدير خم فنادى: «إن الصلاة جامعة» وكسح للنبي ÷ تحت شجرتين فأخذ بيد علي فقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
(١) أحمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن الهمداني الحافظ، قال الدارقطني: ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده، قالوا: أجمع أهل الكوفة أنه لم ير من زمن ابن مسعود إلى زمنه أحفظ منه، وهو من الزيدية، ذكره الحلي وغيره، توفي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وله كتاب الموالاة في طرق خبر الغدير، وسبقه ابن جرير إلى ذلك، وكتاب ابن عقدة أكثر طرقاً. اهـ من خط العلامة الصفي ¦.