هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 294 - الجزء 2

  وعن ابن عباس قال: خرج رسول الله ÷ قابضاً على يد علي ذات يوم فقال: «ألا من أبغض هذا فقد أبغض الله ورسوله، ومن أحب هذا فقد أحب الله ورسوله» أخرجه ابن النجار.

  وعن علي # قال: «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد⁣(⁣١) النبي ÷ إلي أن لا يحبني إلا مسلم ولا يبغضني إلا منافق» أخرجه الحميدي وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان وأبو نعيم في الحلية وابن أبي عاصم.

  وعن عبدالرحمن بن أبي ليلى عن أبيه ¥ قال: كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي بذلك، فقيل لأبي ليلى: لو سألته عن هذا؟ فسأله فقال: «وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟» قال: بلى والله لقد كنت معكم، قال: فإن رسول الله ÷ بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع عليه⁣(⁣٢)، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله ÷: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله له ليس بفرار». فأرسل إلي فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئاً فتفل في عيني وقال: «اللهم اكفه الحر والبرد» فما آذاني بعده حر ولا برد. أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجه والبزار وابن جرير وصححه، والطبراني في الأوسط، والحاكم في المستدرك، والبيهقي في الدلائل، وسعيد بن منصور.

  وعن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله ÷: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، كراراً غير فرار يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره»، فلما أصبح قال: «أين علي بن أبي طالب؟» قالوا: يا


(قوله): «لأعطين الراية» كان القياس أن يكون هذا الحديث من نحو حديث المنزلة لا منه.


(١) هكذا ضبط، وفيه دخول لام الابتداء على الماضي، وهشام والكسائي يجوزانه.

(٢) في نسخة: إليه.