هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 295 - الجزء 2

  رسول الله، ما يبصر، قال: «ائتوني به» فقال النبي ÷: «ادن مني» فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد. أخرجه مالك بن أنس والبخاري والدارقطني في سننه وابن عساكر.

  وعن عائشة عنه ÷ قال: «إن الله ø باهى بكم وغفر لكم عامة وغفر لعلي خاصة، وإني رسول الله إليكم غير محاب لقرابتي، هذا جبريل يخبرني أن السعيد حق السعيد من أحب علياً في حياته وبعد موته، وأن الشقي كل الشقي من أبغض علياً في حياته وبعد موته» أخرجه الطبراني والبيهقي في فضائل الصحابة.

  وعن علي # قال: طلبني رسول الله ÷ فوجدني في جدول⁣(⁣١) نائماً فقال: «قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب، فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال: قم والله لأرضينك، أنت أخي وأبو ولدي، تقاتل عن سنتي وتبري ذمتي، من مات في عهدي فهو كنز الله، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه، ومن مات يحبك بعد موتك فقد ختم الله له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمله في الإسلام» أخرجه أبو يعلى. قال البوصيري: رواته ثقات.

  وعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله ÷ يقول لعلي ثلاثَ خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها: سمعته يقول: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وسمعته يقول: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار»، وسمعته يقول: «من كنت مولاه فعلي مولاه» أخرجه ابن جرير.

  وعن عامر بن سعد قال: قال رسول الله ÷ لعلي ثلاثاً لأن تكون لي واحدة


(قوله): «قال لعلي ثلاثاً» أي: مرات ثلاثاً أو مقالات ثلاثاً.


(١) الجَدْوَلُ: قناة صغيرةٌ تُحفر لدفْع الماء نحو المكان المطلوب؛ يحتاج الفلاح إلى جَدْول لسقي أرضه. (المعجم المحيط).