هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 296 - الجزء 2

  منهن أحب إلي من حمر⁣(⁣١) النعم: نزل على رسول الله ÷ الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال: «اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي»، وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول الله، أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله ÷: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوءة بعدي؟» وقوله يوم خيبر: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه» فتطاول المهاجرون لرسول الله ÷ ليراهم فقال: «أين علي؟» قالوا: هو أرمد، فقال: «ادعوه» فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه. أخرجه ابن النجار.

  وعن أنس بن مالك قال: كان عند النبي ÷ طير فقال: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه، أخرجه الترمذي في جامعه.

  قال الحاكم: حديث الطائر يلزم البخاري ومسلماً إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات. وقد أخرجه الحاكم عن ستة وثمانين رجلاً كلهم رووه عن أنس، وأخرجه المحاملي عن سفينة⁣(⁣٢) خادم النبي ÷.

  واستيفاء ما جاء في حديث⁣(⁣٣) الغدير والمنزلة ووجوب محبته # يحتاج إلى بسط لا يليق بهذا الكتاب، وما ذكرناه كاف في إثبات ما أردناه من تواترها معنى، على أن بعضها ليس مما نحن فيه⁣(⁣٤) فلا يقدح فيها عدم التواتر كما لا يخفى.


(١) قال في لسان العرب: وقيل: بعير أحمر إذا لم يخالط حمرته شيء، وهي أصبر الإبل على الهواجر، والعرب تقول: خير الإبل حمرها وصهبها. (منه باختصار).

(٢) اسمه مِهران، وكنيته أبو أحمد، لقب سفينة لأنه حمل متاع النبي ÷ في بعض الأسفار قيل: وعبر بها بعض الأنهار فقال له النبي ÷: «إنما أنت سفينة». (بهجة المحافل باللفظ).

(٣) في (ب، ج، د): في أحاديث.

(٤) وهو خبر الواحد بما تتوفر الدواعي إلى نقله.