(الباب الأول في الأخبار)
  منهن أحب إلي من حمر(١) النعم: نزل على رسول الله ÷ الوحي فأدخل علياً وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال: «اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي»، وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول الله، أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله ÷: «ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوءة بعدي؟» وقوله يوم خيبر: «لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه» فتطاول المهاجرون لرسول الله ÷ ليراهم فقال: «أين علي؟» قالوا: هو أرمد، فقال: «ادعوه» فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه. أخرجه ابن النجار.
  وعن أنس بن مالك قال: كان عند النبي ÷ طير فقال: «اللهم ائتني بأحب الخلق إليك يأكل معي هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه، أخرجه الترمذي في جامعه.
  قال الحاكم: حديث الطائر يلزم البخاري ومسلماً إخراجه في صحيحيهما لأن رجاله ثقات. وقد أخرجه الحاكم عن ستة وثمانين رجلاً كلهم رووه عن أنس، وأخرجه المحاملي عن سفينة(٢) خادم النبي ÷.
  واستيفاء ما جاء في حديث(٣) الغدير والمنزلة ووجوب محبته # يحتاج إلى بسط لا يليق بهذا الكتاب، وما ذكرناه كاف في إثبات ما أردناه من تواترها معنى، على أن بعضها ليس مما نحن فيه(٤) فلا يقدح فيها عدم التواتر كما لا يخفى.
(١) قال في لسان العرب: وقيل: بعير أحمر إذا لم يخالط حمرته شيء، وهي أصبر الإبل على الهواجر، والعرب تقول: خير الإبل حمرها وصهبها. (منه باختصار).
(٢) اسمه مِهران، وكنيته أبو أحمد، لقب سفينة لأنه حمل متاع النبي ÷ في بعض الأسفار قيل: وعبر بها بعض الأنهار فقال له النبي ÷: «إنما أنت سفينة». (بهجة المحافل باللفظ).
(٣) في (ب، ج، د): في أحاديث.
(٤) وهو خبر الواحد بما تتوفر الدواعي إلى نقله.