[فصل: في الخبر المعلوم كذبه]
  (أو الافتراء(١)) كوضع المنافقين المتقربين إلى أئمة الضلال بالزور والبهتان، كغياث بن إبراهيم النخعي قال فيه ابن الجوزي: ذكر ابن أبي خيثمة أنه حدث المهدي الخليفة العباسي وهو يلعب بالحمام بحديث: «لا سَبَق(٢) إلا في نصْل أو خف(٣)» فزاد فيه: أو جناح(٤)، فقال المهدي: أشهد أن قفاك قفا كذاب، وتركها بعد ذلك وأمر بذبحها وقال: أنا حملته على ذلك.
  وكوضع الزنادقة(٥) لأحاديث مخالفة للعقل ونسبوها إلى الرسول ÷ تنفيراً للعقلاء عن اتباع شريعته.
  وكوضع من يريد الانتصار لمذهبه كالخطابية(٦) والرافضة(٧) وبعض السالمية(٨)، وكوضع المتكسبين بذلك والمرتزقين(٩) به كأبي سعيد المدائني، قال
(١) في صحيح مسلم (١/ ١٧): وحدثني محمد بن أبي عتّاب قال: حدثني عفان عن محمد بن يحيى بن سعيد القطان عن أبيه قال: «لم نر الصالحين في شيء أكذب منهم في الحديث» قال ابن أبي عتّاب: فلقيت أنا محمدَ بن يحيى بن سعيد القطان فسألته عنه، فقال عن أبيه: «لم نر أهل الخير في شيء أكذب منهم في الحديث» قال مسلم: يقول: يجري الكذب على لسانهم ولا يتعمدون الكذب. (بلفظه).
(٢) بالسكون المصدر، وبالفتح لازم المصدر، قال الخطابي: الرواية بالفتح، ويروى بالإسكان. والنصل في الرمي، والخف في الإبل، والحافر في الخيل. (من خط المولى ضياء الدين ¦).
(٣) أو حافر. (تنقيح).
(٤) تقرباً إلى المهدي بوضع ما يوافق فعله. (تنقيح الأنظار).
(٥) قال حماد بن زيد: وضعت الزنادقة على رسول الله ÷ أربعة عشر ألف حديث، قلت: وكم وضع بعد حماد بن زيد؟ (من شرح أبي زرعة على الجمع).
(٦) الخطابية من الروافض كما ذكره الإمام المهدي # في الملل والنحل، وفي حواشي الفصول عن وقاية الحنفية أن الخطابية من غلاة الروافض، وفيها أيضاً من تنقيح الأنظار وشرح المقدمة أن الخطابية فرقة من الخوارج.
(٧) وبعض الرافضة. (تنقيح).
(٨) قلت: ورواه المنصور بالله عن المطرفية، وذكر أنهم صرحوا له بذلك في مناظراتهم، نقلته من بعض رسائله من غير سماع، والظاهر بل المقطوع أن المصرح له بذلك بعضهم فلا ينسب إلى الجميع منهم، والله أعلم. (من تنقيح الأنظار).
(٩) قال في الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (١/ ٢٢٥): وضرب كانوا يتكسبون بذلك ويرتزقون في قصصهم كأبي سعد المدائني.