هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

(الباب الأول في الأخبار)

صفحة 390 - الجزء 2

  (قلنا:) هذا مسلم (في غير من ذكرناه) ممن عرف منه أنه لا يرسل إلا عن عدل⁣(⁣١)، وهو ظاهر.

  (ومعتمد الآخرين⁣(⁣٢)) في تصحيح ما اشترطوه في قبول المرسل (دعوى توقف الظن على) حصول (ما اشترطوه) وذلك ظاهر لا يحتاج إلى بيان.

  (ومنه) يعني من المرسل (المنقطع⁣(⁣٣)) وهو ما لم يتصل⁣(⁣٤) إسناده بأي وجه، سواء ترك ذكر الراوي من أول الإسناد أو وسطه أو آخره، إلا أن الغالب استعماله في من دون التابعي عن الصحابي كمالك عن ابن عمر.


(قوله): «ومعتمد الآخرين» وهم أهل القول الثالث والرابع والخامس.

(قوله): «كمالك عن ابن عمر» فأسقط نافعاً.


(١) في بعض الحواشي: وهو الهادي # ممن تعلم ثقته وأمانته.

(*) قالوا: لو قبل المرسل لم يكن للإسناد فائدة، والتالي باطل، فالمقدم مثله، والجواب منع الشرطية، والفائدة العلم بتفاوت الناقلين في العدالة للترجيح عند التعارض، وأيضاً رفع الخلاف الحاصل من قبول المرسل وعدم قبوله. (من المختصر وشرحه الغاية وشرح الفصول).

(٢) عيسى بن أبان والشافعي.

(٣) والموقوف هو أن يكون الحديث المروي قول الصحابي أو من دونه كالتابعي، وأمره ظاهر؛ فإنه مردود. (عضد).

(٤) وحكى الحاكم وغيره من أهل الحديث أنه ما سقط منه قبل الوصول إلى التابعي شخص واحد، وإن كان أكثر من واحد في موضع واحد سمي معضلاً، وإلا فمنقطع في موضعين، ويسمى المعضل أيضاً منقطعاً، فكل معضل منقطع، وليس كل منقطع معضلاً، قال الزين: فقول الحاكم: قبل الوصول إلى التابعي ليس بجيد؛ فإنه لو سقط التابعي لكان منقطعاً. وقال ابن عبدالبر: المنقطع ما لم يتصل إسناده، والمرسل مخصوص بالتابعين، فالمنقطع أعم، والمرسل بعض صور المنقطع، قال ابن الصلاح: عن بعضهم أن المنقطع مثل المرسل، وكلاهما شاملان لما لم يتصل إسناده، قال: وهذا المذهب أقرب، صار إليه طوائف من الفقهاء، وهو الذي حكاه الخطيب في كفايته. قال ابن الصلاح: والمحدثون يقولون: معضَل بفتح الضاد، وهو من حيث الاشتقاق مشكل، وقد بحثت عنه فوجدت له قولهم: أمر عضيل⁣[⁣١]، ولا التفات في ذلك إلى معضِل بكسر الضاد وإن كان مثل عضيل في المعنى. (تنقيح الأنظار).


[١] أي: مستغلق شديد، فهو فعيل بمعنى فاعل يدل على الثلاثي. اهـ كلام ابن الصلاح. وقد يقال: إن أعضل بمعنى استغلق لازم، وأما المتعدي فهو بمعنى أعيا، فإشكال المأخذ باق غير مندفع، فالأولى أن يقال: من أعضله بمعنى أعياه، ففي القاموس: عضل عليه ضيق، وبه الأمر: اشتد كأعضل وأعضله وتعضل الداء للأطباء فأعضلهم. (ملا علي قاري من شرح النخبة).