هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[تعريف العلم]

صفحة 120 - الجزء 1

  فيدخل فيه من التصورات العلم بالمفرد الذي يمكن تغيره⁣(⁣١)، والشك والوهم. ومن التصديقات الظن والجهل المركب⁣(⁣٢) واعتقاد المقلد المصيب.


= وكأنه # اعتمد ما ذكره السعد من الاعتراض على ما في شرح المختصر حيث قال: لكن قوله: «إذ لا نقيض للتصور» يبطل كثيراً من قواعد المنطق⁣[⁣١]، ويوجب شمول التعريف⁣[⁣٢] لجميع التصورات الغير المطابقة⁣[⁣٣] كما إذا تعقل الإنسان حيواناً صهالاً. أو بنى # كلامه هاهنا على تأويل السيد المحقق لما ذكره المنطقيون، فإنه تأول كلامهم حيث قال: وما ذكره المنطقيون من نقائض أطراف القضايا فعلى أن يعتبر نسبة الأطراف إلى الذات تقييداً إيجاباً أو سلباً، ويسمون هذا نقيضاً بمعنى السلب مجازاً. ثم أجاب عما ذكره السعد من لزوم شمول التعريف لجميع التصورات الغير المطابقة حيث قال: فإن قلت: ما ذكره الشارح المحقق يقتضي كون التصورات بأسرها علوماً، وهو باطل، فإن بعضاً منها غير مطابق. ثم أجاب بأن التصورات⁣[⁣٤] لا توصف بعدم المطابقة أصلاً، فإنا إذا راينا شبحاً من بعيد هو حجر مثلاً، وحصل منه في أذهاننا صورة إنسان - فتلك الصورة صورة الإنسان وإدراك له، والخطأ إنما هو في حكم العقل بأن هذه الصورة للشبح المرئي، فالصورة التصورية مطابقة لذوي الصور سواء كانت موجودة أو معدومة، وعدم المطابقة في أحكام العقل المقارنة لها. انتهى.

(قوله): «فيدخل فيه» أي: في غير الثابت، وهو العلم بالمعنى الأعم.

(قوله): «والشك والوهم، ومن التصديقات الظن والجهل المركب ... إلخ» قال في شرح المواقف: إطلاق العلم على هذه الإدراكات كلها وتسميتها علماً كما ذهب إليه الحكماء اصطلاح مخالف لاستعمال اللغة والعرف والشرع؛ إذ لا يطلق في شيء من استعمالاتها على الظان أو الشاك أو الواهم أو الجاهل جهلاً مركباً أنه عالم، كيف ويلزم أن يكون أجهل الناس بما في الواقع أعلمهم به. وأما التقليد فقد يطلق عليه العلم مجازاً لا حقيقة، قال في المواقف: ولا مشاحة - أي: لا مضايقة ولا منازعة - في الاصطلاح، بل لكل أن يصطلح على ما شاء، إلا أن رعاية الموافقة في الأمور المشهورة بين الجمهور أولى.

(قوله): «واعتقاد المقلد المصيب» وأما المخطئ فهو الجهل المركب.


(١) لا الثابت فإنه داخل في العلم بالمعنى الأخص.

(٢) لا المفرد، وهو انتفاء العلم بالمقصود بأن لا يعلم أصلاً، ويسمى الجهل البسيط. والمركب: تصور المعلوم على خلاف ما هو عليه، وذلك كاعتقاد الفلاسفة قدم العالم، ويسمى مركباً؛ لأنه يحصل باعتقاده جهلان: جهل المعتقد بما في الواقع، وجهله بأنه جاهل. بخلاف البسيط فليس فيه إلا كونه جاهلاً. (فصول وحواشيها).


[١] أي: كقولهم نقيضا المتساويين متساويان. لا كقولهم: عكس النقيض جعل نقيض الموضوع محمولاً فإن ذلك ليس قاعدة، بل تصوير وتعريف. (جيزاوي).

[٢] أي: تعريف ابن الحاجب حيث قال: وأصح الحدود صفة توجب تمييزاً لا يحتمل النقيض. (ح).

[٣] أي: فتكون كلها علماً مع أنهم اشترطوا في العلم المطابقة. (جيزاوي).

[٤] أراد التصورات المفردة، لا ما دخل في التصور من المفردات التي لا إذعان فيها. (ح ن).