[تعريف العلم]
  (وبمعنى) آخر (يشمله) أي: غير الثابت.
  (و) هو (بالأول) من معنييه وهو الأخص، وقدم على الأعم وإن كان جزءاً منه، والجزء سابق على الكل - لشهرته (قيل: لا يحد) وهذا مختار الإمام يحيى بن حمزة # والرازي والطوسي والجويني والغزالي، وزاد الرازي(١) بأن ذهب
(قوله): «وبمعنى آخر» من ذينك المعنيين، وهو الذي لا يقابل غير الثابت، بل يشمله، وهو العلم بالمعنى الأعم، وسيأتي تعريفه[١].
(قوله): «وإن كان» أي: الأعم «جزءاً منه» أي: من الأخص، كون العم جزءاً من الأخص ظاهر إذا عرف الأخص بأنه الصورة الحاصلة من الشيء بحقيقتها جزماً كما ذكره بعض المحققين من شراح التهذيب، بزيادة قيد الحقيقة والجزم على تعريف الأعم فيحترز بالحقيقة عن الحاصل خطأ، وبالجزم عن الحاصل مع الإصابة بغير جزم.
وأما على تعريف الأخص بما اختاره المؤلف فيما يأتي من أنه صفة يتجلى بها المذكور لمن هي له فكون الأعم جزءاً منه إنما يتم إذا صدق على الأعم جنس الأخص - وهو الصفة المذكورة - وامتاز الأخص بباقي القيود، فينظر[٢].
(قوله): «لشهرته» علة لقوله: قدم على الأعم، أي: لشهرة الأخص في الاستعمال كما عرفت من المنقول عن شرح المواقف.
(قوله): «وزاد الرازي ... إلخ»: أي: لم يقتصر على أن تصور العلم فقط لا يحد لأنه ضروري، بل ذهب إلى أن التصورات كلها - أي: تصورات سائر الماهيات - بديهية لا يجري فيها اكتساب أصلاً. وهو مدفوع بما ذكره المنطقيون من أن قسمة التصور إلى الضروري والمكتسب بديهة لا تحتاج إلى تجشم الاستدلال، وذلك أنا إذا راجعنا وجداننا وجدنا من التصورات ما هو حاصل بلا نظر كتصور الحرارة والبرودة، وما هو حاصل بالنظر والفكر كتصور حقيقة الملك والجن والعقل.
(١) واستدل على امتناع الكسب في التصورات بأن المطلوب التصوري إما مشعور به مطلقاً، وطلبه تحصيل الحاصل، وهو محال، وإما غير مشعور به مطلقاً، وهو المجهول المطلق، ولا يمكن توجه النفس نحو المجهول المطلق. قال: ولا يقال: يكون معلوماً ومشعوراً به من وجه دون وجه؛ لأن الوجه المعلوم معلوم مطلقاً، والوجه المجهول مجهول مطلقاً، فيعود المنع مطلقاً.
وأجيب بأن الوجه المجهول للمطلوب التصوري هو الذات والحقيقة التي يطلب تصورها بكنهها، والوجه المعلوم بعض الاعتبارات الذاتية الصادقة عليه سواء كان ذاتياً له أو عرضاً، كما نعلم الملك مثلاً بأنه شيء له حياة وحركة وله وراء ذلك حقيقة مخصوصة، فتطلب تلك الحقيقة المخصوصة. (من خط مولانا ضياء الدين رحمة الله عليه).
[١] بأنه الصورة الحاصلة من الشيء في العقل أو عنده. (منه. ح).
[٢] نعم يصدق، فإن الصفة قدر مشترك. (من أنظار السيد عبدالله الوزير ح).