[فصل: في ذكر العام]
  له في التركيب، وكونه متكلماً لا يصلح مانعاً لذلك(١).
  (وقيل:) إنه يدخل في عموم خطابه (غير الآمر) ومثله الناهي، وهو اختيار السبكي والبرماوي وغيرهما من الشافعية، وذلك (لبعد أن يريد من قال لعبده: «من أكرمك فأكرمه» نفسه).
  والجواب: منع الاستبعاد، ولو سلم فلقرينة كون المخاطب عبداً.
  (وقيل: لا) يدخل المتكلم في عموم خطابه (مطلقاً لمثل ذلك) يعني لبعد أن يريد المخاطب بخطابه نفسه إلا بقرينة، وهو ممنوع، وهذا القول الأخير قال الرافعي والنووي: إنه الأصح عند أصحاب الشافعي، وعزا(٢) أصحابنا في بعض(٣) مسائل الطلاق القول الأول عن أبي طالب والمؤيد بالله في أحد قوليه(٤)، والقول الآخر عن القاسم والمؤيد بالله في أحد القولين.
[حكم ما ورد على لسان النبي ÷ مما يتناوله لغة]
  مسألة: اختلف في (ما ورد على لسانه ÷ مما يتناوله لغة) من سائر خطابات التكاليف الواردة بالألفاظ العامة (كـ: {يَاعِبَادِيَ) الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ}[العنكبوت: ٥٦]، {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة: ٢١]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[النور: ٢١]، هل يشمله أم لا؟
(قوله): «عن أبي طالب» متعلق بعزا على تضمينه معنى روى.
(١) ولهم لزوم خلق الله تعالى نفسه في: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}[الزمر: ٦٢]، قلنا: خص عقلاً. (فصول بدائع).
(٢) ضمّن عزا معنى روى.
(٣) وذلك لو وكل بعض نسائه بطلاقهن فقالت: من دخل الدار من نساء الرجل فهي طالق، فتأمل. (منقولة).
(٤) ذكره فيمن وقف على الفقراء ثم افتقر هل يصرف فيه من غلة الوقف، وفيمن قال: «من دخلت امرأته داراً فهي طالق» ثم دخلت هل تطلق أم لا.
(*) وهذا هو الذي اعتمدوه في الوقف فقالوا: والفقراء لمن عداه، أي: لمن عدا الواقف، قالوا: لأن المتكلم لا يدخل في خطاب نفسه، وقال المؤيد بالله في أحد قوليه: إنه يدخل. (السيد عبدالقادر بن أحمد).