هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

الباب (الخامس) من المقصد الرابع: (في مفهومات الخطاب)

صفحة 99 - الجزء 3

  لذكر⁣(⁣١) الاثنين فائدة.

  وللمنصور بالله عبدالله بن حمزة تفصيل آخر يقرب من هذا.

  وقال الجويني: إنه حجة فيما إذا كان الوصف مناسباً، نحو: «في الغنم السائمة زكاة»؛ لما في خفة مؤنة السوم من المناسبة للمواساة بالزكاة، بخلاف نحو: في الغنم العفر الزكاة؛ لكونها حينئذ في معنى اللقب.

  وهذه⁣(⁣٢) الأقوال مبنية على ظهور انتفاء ما عدا التخصيص من فوائد التقييد بالصفة فيما ذكروه [من الأمثلة]⁣(⁣٣) وظهوره فيها لا ينفي ظهوره في غيرها⁣(⁣٤).


(قوله): «في الغنم العفر» الأعفر من الظباء ما يعلو بياضه حمرة، أو الذي في سواده حمرة وأقرانه⁣[⁣١] بيض، أو الأبيض ليس بشديد البياض، كذا في القاموس.

(قوله): «فيما ذكروه» يعني في الأمثلة، وقوله: «وظهوره» أي: انتفاء ما عدا التخصيص، وقوله: «فيها» أي: فيما ذكروه من الأمثلة.


(١) قال في شرح التحرير بعد ذكر هذه الأربعة المفاهيم ما لفظه: (فرجع الكل) أي: الشرط والغاية والعدد (إلى الصفة معنى) لأن المقصود من الصفة تخصيص المنطوق، وهو حاصل في الكل، وليس المقصود عدم التفاوت بين المذكورات بوجه حتى يرد أنه لو كان الكل سواء لما وقع الاختلاف بين القائلين بها، فالشافعي وأحمد والأشعري وأبو عبيد من اللغويين وكثير من الفقهاء والمتكلمين قالوا بمفهوم الصفة، وقال بمفهوم الشرط كل من قال بمفهومها وبعض من لم يقل به كابن سريج وأبي الحسين البصري، وقال بمفهوم الغاية كل من قال بمفهوم الشرط وبعض من لم يقل به كالقاضي عبدالجبار، فإن كل من يرد الكل إليها يريد بها ما هو أعم من النعت، أي: ما يفيد معنى تخصيص المنطوق، والتفاوت إنما هو بين الصفة بمعنى النعت وباقي الأقسام، ثم قالوا: أقواها مفهوم الغاية ثم الشرط ثم الصفة، وثمرته تظهر في الترجيح عند التعارض.

(٢) حل ذلك أنه ظهر فيما ذكروه عدم فائدة التقييد بالصفة غير التخصيص، وظهور عدم الفائدة غير التخصيص فيما ذكروه لا ينفي ظهور تلك الفائدة في غير ما ذكروا، وبيان ذلك أن التخصيص ظاهر فيما مثلوا به، ولم تظهر فائدة غيره، بل انتفى ظهورها، ولكن انتفاء ظهورها فيما مثلوا به لا يمنع من وجودها وظهورها في غيره، فحينئذ يستوي جميع فوائد الصفة من التخصيص وغيره في غير ما ذكروه، فيكون مفهوم الصفة مجملاً.

(٣) ما بين المعقوفين زيادة من المطبوع.

(٤) وقد يقال: ظهوره في التخصيص قوي بعد البحث البليغ عن إرادة غير التخصيص من الوجوه المذكورة سابقاً، فيكون البحث عن ذلك كما في البحث عن مخصص العام كما مر.


[١] في نسخ وأقرابه اهـ وهي هكذا في القاموس، ولفظه في باب الباء المعجمة وفصل القاف في مادة قرب: وبضمتين الخاصرة، ومن الشاكلة إلى مراق البطن، جمعه الأقراب. (ح عن خط شيخه).