هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[الخلاف في كون العلة مركبة]

صفحة 392 - الجزء 3

  وصف أو ببعض الأوصاف، وفيه ما عرفت (وإلا) يكن كذلك، بل كان له جهة وحدة (نقل) الكلام⁣(⁣١) (فيها) فيقال: قيامها إما بواحد أو بكل واحد أو بالمجموع، فتحقق⁣(⁣٢) جهة وحدة أخرى (وتسلسل. قلنا) بعد النقض⁣(⁣٣) بنحو الخبر⁣(⁣٤) والاستخبار: (بل) هي صفة (اعتبارية) لا وجودية (وإلا لزم) من قيامها بالوصف


(قوله): «بعد النقض بنحو الخبر» يعني أنه أولا منقوض بكون الكلام خبراً أو استخباراً؛ لجريانه فيه مع تعدد حروفه قطعاً، ونحو الخبر كل صفة لمركب كما ذكره السعد.

(قوله): «لا وجودية» ليلزم قيامها بمحل.

(قوله): «وإلا» أي: وإن لم تكن العلة اعتبارية بل وجودية تقتضي محلاً تقوم به «لزم من قيامها بـ» ـما هو متفق عليه وهو «الوصف» الواحد «وإن كان» أي: قيامها به مع كونها وجودية «باطلا قيام المعنى» الوجودي «بالمعنى» وهو محال، وفي دلالة العبارة على هذا قصور وخفاء، وعبارة السعد: فحصل من هذا معارضة تقريرها: لو لم يصح التعليل بالمتعدد للزوم المحال الذي هو كون العلية صفة زائدة وجودية لم يصح التعليل بالوصف الواحد المتفق عليه؛ لمحال آخر لازم للمحال الأول، وهو قيام العرض بالعرض، والتالي باطل اتفاقاً، فبطل عدم صحة التعليل بالتعدد.


(١) من العلية إلى تلك الوحدة. (سبكي).

(٢) مضارع، تأمل. (مولانا زيد بن محمد). وعبارة السعد: فيتحقق⁣[⁣١] جهة وحدة أخرى ويتسلسل. اهـ وعبارة ابن الهمام كما هنا.

(٣) عبارة العلامة العضد: الجواب أنه منقوض بكون الكلام المخصوص خبراً أو استخباراً؛ لجريانه فيه مع تعدد حروفه قطعاً، والجواب على التحقيق أنه لا معنى لكون الوصف علة إلا أن الشارع قد قضى بثبوت الحكم عندها رعاية لحكمة ما، وليس ذلك صفة له، بل الشارع جعله متعلقاً به، فلا يلزم ما ذكرتموه، ولو سلم فإنما يلزم ذلك لو لم تكن العلية اعتبارية إضافية، بل وجودية، وليست وجودية، وإلا لكانت معنى، والوصف المعلل به معنى أيضاً، فيلزم قيام المعنى بالمعنى، وأنه محال، والحاصل أنه لو لم يصح بالمتعدد للزوم ذلك المحال لم يصح في الواحد لمحال آخر ملازم له. اهـ المراد نقله. وفي حاشية السعد توضيح لهذا، وقد نقله سيلان |.

(٤) أي: الخبر والاستخبار صفتان للكلام وليستا بزائدتين عليه ولا قائمتين به؛ لأنه عرض.

(*) مثل زيد قائم، فإن الخبرية إن قامت بكل حرف منه فكل حرف خبر، وليس كذلك، وإن قامت بحرف واحد فهو الخبر دون باقي حروفه، وليس كذلك. (رفواً).

(*) فإن وصف الخبرية والاستخبارية جارية فيهما مع تركبهما من عدة حروف، والله أعلم، وكذا الأمر والنهي.


[١] بل عبارة السعد: فتحقق.