هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[طرق العلة]

صفحة 402 - الجزء 3

  (وغير الصريح) من النص (يسمى⁣(⁣١) تنبيهاً) على العلة (وإيماء) إليها، وبعض الأصوليين جعل الإيماء مسلكاً مستقلاً نظراً إلى أن دلالته ليست بحسب الوضع (وهو الاقتران بوصف لو لم يكن هو أو نظيره للتعليل⁣(⁣٢) لكان بعيداً) يعني: أن التنبيه والإيماء هو: أن يقترن حكم بوصف لو لم يكن هو أو نظيره للتعليل لكان ذلك الاقتران بعيداً وقوعه من الشارع لفصاحته وإتيانه بالألفاظ في مواقعها⁣(⁣٣)، ولتنزه كلامه عما لا فائدة فيه (فمنه خبر المواقع في نهار رمضان) وهو أعرابي قال لرسول الله ÷: واقعت أهلي في نهار رمضان فقال: «أعتق رقبة» أخرجه الستة واللفظ لابن ماجه، وهذا مثال كون الوصف بعينه⁣(⁣٤) للتعليل، فيستفاد منه كون الوقاع علة للإعتاق؛ لأن إيراد الأمر به في معرض


(قوله): «وبعض الأصوليين» اختاره المهدي # وصاحب الفصول ورواه عن أبي الحسين والآمدي.

(قوله): «جعل الإيماء» وكذا في شرح المختصر، أي: هذا المسلك، وهو التنبيه والإيماء، فاكتفى بذكر الإيماء، وعبارة القسطاس: التنبيه والإيماء⁣[⁣١].

(قوله): «وهو» أي: الوصف.

(قوله): «لفصاحته ... إلخ» أي: لبلاغته، فيكون قوله: وإتيانه كالتفسير فيناسب معنى البلاغة، وموقع كلامه # أن يكون جواباً فيفيد التعليل.

(قوله): «ولتنزه كلامه عما لا فائدة فيه» مقتضى هذا أنه لو لم يكن للتعليل لم يفد أصلاً، ومقتضى ما يأتي من أنه إن لم يكن للتعليل بأن يكون زجراً أو ابتداء كلام أنه قد أفاد وإن كان بعيداً، فقد جمع المؤلف # بين تعليلين: عدم الإفادة - وهو لبعض الأصحاب - وما يأتي، وهو لابن الحاجب وشراح كلامه، والأولى الاقتصار على ما يأتي؛ لأن كلام المتن وبيان قصة الأعرابي مبنيان عليه، وعلى تعليل بعض الأصحاب يكون قوله: ولتنزه علة مستقلة لا علة للبعد.

(قوله): «لأن إيراد الأمر به ... إلخ» أي: بالإعتاق.


(١) ويسمى تنبيه النص وإيماء النص، أي: أن النص نبه على العلة وأومأ إليها ولم يصرح بها. (جلال).

(٢) أي: لأجل كونه علة للآخر المقترن به، والصواب حذف اللام من قوله: للتعليل؛ لأنها تدل على أن أحدهما ذكر للتعليل، وليس كذلك، فإن العلة في مثال الأعرابي هو قوله: واقعت، ولم يذكر للتعليل كما لا يخفى. (جلال).

(٣) في مواضعها. نسخة.

(٤) في المطبوع: بنفسه.


[١] فعلى هذا لا يكون قسما من النص بل قسما مستقلا فتأمل. (ح عن خط شيخه).