[طرق العلة]
  الجواب يجعله في معنى: واقعتَ فكفر وإن كان دونه في الظهور لتقدير الفاء، وإلا لزم إخلاء السؤال عن الجواب وتأخير البيان عن وقت الحاجة؛ ولذلك كان احتمال أن يكون ابتداء كلام أو زجراً للسائل عن سؤاله كقول السيد لعبده وقد سأله عن شيء: اشتغل بشأنك - بعيداً جداً.
  (فإن حذف بعض الأوصاف)(١) في مثله وعلل بالباقي (فتنقيح(٢) المناط) أي: تنقيح ما ناط الشارع الحكم به، وهو حذف بعض الأوصاف والتعليل بالباقي، كحذف كونه أعرابياً، فإن أصناف الناس في حكم الشرع سواء، وكون المحل أهلاً، فإن الزنا أجدر به، وكونه وقاعاً؛ إذ لا مدخل لخصوصيته، بقي كونه إفساداً للصوم، ولا يخرج بهذا عن كون الحديث مثالاً لكون الوصف
(قوله): «وإن كان» أي: ما نحن فيه «دونه» أي: دون واقعت فكفر؛ لأن الفاء فيما نحن فيه مقدرة، ولاحتمال عدم الجواب كما يأتي.
(قوله): «وإلا لزم إخلاء السؤال ... إلخ» المعنى وإن لم يكن في معناه لم يكن جواباً، وحينئذ لزم إخلاء السؤال ... إلخ ولو لم تحمل العبارة على هذا وفسرت بما هو الظاهر منها لكان المعنى: وإن لم يجعله في معناه لزم إخلاء السؤال ... إلخ، ولو قال المؤلف #: لأن أمره ÷ بالإعتاق جواب له، وإلا لزم ... إلخ فيكون في معنى ... إلخ - لكان أظهر. وعبارة شرح المختصر: فإنه يدل على أن الوقاع علة للإعتاق، وذلك لأن عرض الأعرابي واقعته عليه لبيان حكمها، وذكر الحكم جواب له ليحصل غرضه؛ لئلا يلزم ... إلخ ما في شرح المختصر، فخذه منه.
(قوله): «ولذلك كان احتمال ... إلخ» أي للزوم إخلاء السؤال عن الجواب المستبعد في كلامه ÷ كان احتمال أن يكون ابتدأ كلام كما لو قال العبد لسيده: طلعت الشمس فيقول السيد: اسقني ماء.
(قوله): «فإن حذف بعض الأوصاف» هذه نسخة، وهي كما في شرح المختصر، وقد يوجد في بعض النسخ: فإن حذف فتنقيح مناط، ولعله نائب حذف بصيغة المجهول ويعود إلى المصدر بالتأويل، أي: أوقع الحذف، أو لعله بصيغة المعلوم والضمير عائد إلى القياس لدلالة السياق عليه.
(قوله): «ولا يخرج بهذا ... إلخ» أي: بحذف كونه وقاعا، وينظر في فاعل يخرج، ولعله ضمير عائد إلى خبر المواقع، وقوله: الحديث من وضع الظاهر موضع المضمر؛ إذ الظاهر أن يقال: =
(١) لأن الأوصاف في المثال المذكور كونه أعرابياً، وكون المحل أهلاً، أي: زوجة، وكونه وقاعاً، وبقي كونه إفساداً.
(٢) فتنقيح للعلة، أي: تخليص لها عما يشوبها من غيرها، ويسمى تنقيح المناط. (مختصر وشرح الجلال عليه).