هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

التصورات

صفحة 195 - الجزء 1

  (و) التعريف (بالعرضي⁣(⁣١) رسم) لكونه تعريفاً بالأثر، فالرسم التام: ما تركب من الجنس القريب والخاصة النوعية⁣(⁣٢) أو من مفصلهما أو أحدهما.

  والناقص: ما لم يكن فيه جنس قريب، سواء تركب من بعيد وخاصة أو عرض عام وخاصة، أو كان خاصة لا غير نوعية أو جنسية.

  وقد يقع الرسم بمجموع أمور كل منها عرض عام⁣(⁣٣) لكن المجموع خاصة، كتعريف الإنسان بماشٍ مستقيم القامة، والخفاش بطائر ولود، فهو تعريف بخاصة مركبة.

  وحاصل⁣(⁣٤) التقسيم: أن المعرِّف إن لم يشتمل على خارج فهو حد، فإن جمع الأجزاء كلها فهو حد تام، وإلا فهو حد ناقص.

  وإن اشتمل على خارج⁣(⁣٥) فهو رسم، فإن كان خاصة مع جميع الأجزاء أو مع الجنس القريب فرسم تام، وإلا فرسم ناقص⁣(⁣٦).


(قوله): «فالرسم التام ما تركب من الجنس القريب والخاصة النوعية» قال في المرآة: فإن قيل: هو يشتمل على ذاتي وعرضي فلم جعل رسماً لا حداً؟ قلنا: لأن التمييز يستفاد من العرض دون الجنس.

(قوله): «نوعية» كضاحك، وقوله: «أو جنسية» كماش.

(قوله): «مع جميع الأجزاء» لم يذكر المؤلف هذا فيما سبق، ولم يتعرض له هنا في شرح الشمسية، وأراد بجميع الأجزاء الجنس والفصل.


(١) هو اثنان: الخاصة والعرض العام.

(٢) نحو ضاحك، وسميت نوعية لخصوصها بنوع مخصوص وهو الإنسان.

(٣) قوله: «كل منها عرض عام» يعني: لأنواع متعددة. وقوله: «لكن المجموع خاصة» أي: بنوع واحد، وقوله: «فهو تعريف بخاصة مركبة» يعني: وقبل التركيب كل جزء عرض عام.

(٤) قوله: «وحاصل التقسيم» هو قوله: فإن كان مساوياً ... إلخ، وقوله: «إن لم يشتمل على خارج» يعني: بل على ذاتي نحو: حيوان ناطق، وقوله: «فإن جمع الأجزاء كلها» كحيوان ناطق، وقوله: «وإلا فهو حد ناقص» أي: وإن لم يجمع الأجزاء كلها نحو الإنسان ناطق فإن هذا الحد لم يدخل فيه الحيوان، أو الإنسان حيوان تدخل فيه ناطق فهو الناقص.

(٥) قوله: «وإن اشتمل على خارج» وهو ما تثبت الذات دونه نحو ماش وضاحك.

(٦) بل كان مع جنس بعيد، نحو: جسم ضاحك.