التصورات
  صدق عليه المعرِّف بالكسر صدق عليه المعرَّف، وبالعكس(١)، فلا يدخل فيه إلا ما تركب مع فصل قريب أو خاصة نوعية(٢) أو كان من أحدهما.
  (و) هذا (هو) المعبر عنه بأنه (المطرد(٣) المنعكس) والجامع المانع، فإن
(قوله): «وبالعكس» المراد بالعكس هو أنه كل ما صدق عليه المعرَّف بالفتح صدق عليه المعرِّف بالكسر، وسيصرح المؤلف بهذا فيما يأتي حيث قال: والانعكاس ملازم الثانية ... إلخ، وأراد بالثانية هذا العكس، وما ذكره المؤلف # هو كما في شرح المختصر حيث قال: معنى الاطراد هو أنه كلما وجد الحد وجد المحدود، والانعكاس هو كلما وجد المحدود وجد الحد.
قال في الحواشي: هذا عكس مستو للكلية الأولى نظراً إلى خصوص مادتها؛ لأن المتصلة الكلية الموجبة إذا كان تاليها مساوياً لمقدمها انعكست كلية بحسب العرف، حيث يقال: كل إنسان ناطق وبالعكس، أي: كل ناطق إنسان، ولم يعتبرها المنطقيون لعدم التفاتهم إلى المادة، ولا يسمون مثل ذلك عكساً أصلاً حتى صرحوا بأن قولنا: كل إنسان ناطق ليس عكساً لكل ناطق إنسان، فتفسير الانعكاس بما ذكره في شرح المختصر وأشار إليه المؤلف بقوله: وبالعكس موافق للعرف لا للاصطلاح.
(قوله): «إلا ما تركب» أي: جنس تركب[١].
(قوله): «نوعية» لا جنسية كماشٍ بالنسبة إلى الحيوان فلا تكون مساوية للإنسان، بل عرض عام له، لكن يقال: من الخاصة النوعية الكاتب بالفعل وليس بمطرد، فلعله أراد الخاصة النوعية الشاملة.
(قوله): «وهذا» أي: التعريف المساوي للمعرف بالفتح في العموم والخصوص.
(١) قوله: «وبالعكس» يعني: كلما صدق عليه المعرَّف بالفتح صدق عليه المعرِّف بالكسر.
(٢) قوله: «أو خاصة نوعية» يعني: شاملة، فلا يرد الكاتب بالفعل حيث لا اطراد.
(٣) المطرد ليس بعربي كما نص عليه سيبويه. وفي المحكم أنه لغة ضعيفة.
(*) قال أبو زرعة في شرح الجمع ما صورته: واعلم أن استعمال المطرد مردود في العربية، وقد نص على ذلك سيبويه فقال: ويقولون طردته فذهب ولا يقولون فانطرد، ولا فاطرد. وفي الصحاح: أنه يقال في لغة ردية.
[١] فعلى هذا الضمير المستتر في تركب يعود إلى ما، وهو عبارة عن الجنس، وفي المعطوف - وهو كان - إلى المعرف، فيلزم انتشار الضمير. (ح).
[*] - الأظهر حل ما إلى تعريف؛ بدليل عطف «أو كان من أحدهما» على الصلة أو الصفة، ولا مانع من أن يقال: تركب الشيء مع جزئه فليتأمل، والله أعلم. (إملاء ح عن خط شيخه).