هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

التصورات

صفحة 199 - الجزء 1

  صدق عليه المعرِّف بالكسر صدق عليه المعرَّف، وبالعكس⁣(⁣١)، فلا يدخل فيه إلا ما تركب مع فصل قريب أو خاصة نوعية⁣(⁣٢) أو كان من أحدهما.

  (و) هذا (هو) المعبر عنه بأنه (المطرد⁣(⁣٣) المنعكس) والجامع المانع، فإن


(قوله): «وبالعكس» المراد بالعكس هو أنه كل ما صدق عليه المعرَّف بالفتح صدق عليه المعرِّف بالكسر، وسيصرح المؤلف بهذا فيما يأتي حيث قال: والانعكاس ملازم الثانية ... إلخ، وأراد بالثانية هذا العكس، وما ذكره المؤلف # هو كما في شرح المختصر حيث قال: معنى الاطراد هو أنه كلما وجد الحد وجد المحدود، والانعكاس هو كلما وجد المحدود وجد الحد.

قال في الحواشي: هذا عكس مستو للكلية الأولى نظراً إلى خصوص مادتها؛ لأن المتصلة الكلية الموجبة إذا كان تاليها مساوياً لمقدمها انعكست كلية بحسب العرف، حيث يقال: كل إنسان ناطق وبالعكس، أي: كل ناطق إنسان، ولم يعتبرها المنطقيون لعدم التفاتهم إلى المادة، ولا يسمون مثل ذلك عكساً أصلاً حتى صرحوا بأن قولنا: كل إنسان ناطق ليس عكساً لكل ناطق إنسان، فتفسير الانعكاس بما ذكره في شرح المختصر وأشار إليه المؤلف بقوله: وبالعكس موافق للعرف لا للاصطلاح.

(قوله): «إلا ما تركب» أي: جنس تركب⁣[⁣١].

(قوله): «نوعية» لا جنسية كماشٍ بالنسبة إلى الحيوان فلا تكون مساوية للإنسان، بل عرض عام له، لكن يقال: من الخاصة النوعية الكاتب بالفعل وليس بمطرد، فلعله أراد الخاصة النوعية الشاملة.

(قوله): «وهذا» أي: التعريف المساوي للمعرف بالفتح في العموم والخصوص.


(١) قوله: «وبالعكس» يعني: كلما صدق عليه المعرَّف بالفتح صدق عليه المعرِّف بالكسر.

(٢) قوله: «أو خاصة نوعية» يعني: شاملة، فلا يرد الكاتب بالفعل حيث لا اطراد.

(٣) المطرد ليس بعربي كما نص عليه سيبويه. وفي المحكم أنه لغة ضعيفة.

(*) قال أبو زرعة في شرح الجمع ما صورته: واعلم أن استعمال المطرد مردود في العربية، وقد نص على ذلك سيبويه فقال: ويقولون طردته فذهب ولا يقولون فانطرد، ولا فاطرد. وفي الصحاح: أنه يقال في لغة ردية.


[١] فعلى هذا الضمير المستتر في تركب يعود إلى ما، وهو عبارة عن الجنس، وفي المعطوف - وهو كان - إلى المعرف، فيلزم انتشار الضمير. (ح).

[*] - الأظهر حل ما إلى تعريف؛ بدليل عطف «أو كان من أحدهما» على الصلة أو الصفة، ولا مانع من أن يقال: تركب الشيء مع جزئه فليتأمل، والله أعلم. (إملاء ح عن خط شيخه).