[مسألة: في الخلاف في جواز خلو زمن عن مجتهد]
[مسألة: في الخلاف في جواز خلو زمن عن مجتهد]
  (مسألة)(١): ذهب جل أصحابنا والمعتزلة والحنابلة إلى أنه (يمتنع) شرعاً (خلو الزمان عن مجتهد؛ لقوله ÷: «لا تزال) طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة(٢)، وحتى يأتي أمر الله(٣)» ومن ذلك قول علي # من كلام طويل: «لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، إما ظاهر مكشوف أو خاف مغمور» (ونحوه) من الأحاديث المفيدة لمعناه حتى تواتر كما سبق(٤)، ووجه الدلالة أنا مكلفون بالأحكام الاجتهادية في كل وقت، ولا طريق لنا إلى العلم بها(٥) إلا بالاجتهاد، وهذا يقتضي وجوبه على الكفاية، فلو لم يجتهد أحد لزم خطأ الأمة، والأحاديث تحيله، فإن قيل: يكفي في ذلك تقليد الأموات، أجيب بأن جواز تقليدهم مفتقر إلى الاجتهاد فيه، والمدعى مطلق الاجتهاد لا الاجتهاد المطلق(٦).
(قوله): «أجيب بأن جواز تقليدهم مفتقر إلى الاجتهاد فيه» إذ لا يجوز التقليد فيه؛ لكونه اعتقادياً أصلياً.
(قوله): «والمدعى مطلق الاجتهاد» يعني ولو في مسألة، وهي جواز تقليدهم.
(١) اعلم أن هذه المسألة كما في جمع الجوامع وشرحه في جواز خلو الزمان عن المجتهد، وأما في وقوعه فلم ينهض دليل عليه فتنبه. (عن خط السيد العلامة عبدالقادر).
(٢) أخرجه الحاكم عن ابن عمر.
(٣) أخرج البخاري ومسلم عن المغيرة: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون»، وأخرج ابن ماجه عن أبي هريرة: «لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها» وصححه السيوطي.
(٤) في مسألة كون الإجماع حجة.
(٥) في نسخة: العمل، وظنن به سيلان في نسخته.
(٦) يقال: بل الظاهر أن المدعى الاجتهاد المطلق، بل قد نص جماهير أصحابنا أنه لا يجوز أن تخلو الأرض من صالح للإمامة من ولد الحسنين لما دلت عليه الأدلة أن إجماع أهل البيت حجة.
(*) يقال: الاجتهاد في جواز التقليد يعرفه المقلد من أقوال الأموات المتواترة كما يسمعه من مجتهد حي، فلم يقع ادعاء الاجتهاد المطلق، على أن المراد الاجتهاد المطلق، وإلا لم تبق فائدة للخلاف، والحق أن الدليل الواضح على عدم خلو الزمان من المجتهد ما تواتر معنى من قوله ÷: «إني تارك فيكم الثقلين»، وفيه: «كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» فإنه نص في المطلوب، فهو قطعي المتن والدلالة، وقد تركه المتذهبون ولم يستدلوا به؛ ليتم لهم ما ابتدعوه من أن المذاهب أربعة، ومن اجتهد من أهل البيت رموه بالزندقة:
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه ... يوم القيامة والجحيم تسعر
(عن خط السيد العلامة عبدالقادر).