هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[مسألة: في انقسام حكم العقل إلى ضروري ونظري]

صفحة 713 - الجزء 3

[مسألة: في انقسام حكم العقل إلى ضروري ونظري]

  (مسألة: وينقسم) حكم العقل (إلى ضروري) لا يحتاج إلى دليل (ونظري) يحتاج إليه (ومن الأول وجوب شكر المنعم)⁣(⁣١) عند عامة العدلية، فلا يحتاج إلى دليل، وخالفت الأشاعرة؛ ولهذا (قيل) في الاحتجاج لهم: بأنه (لو وجب لكان) الوجوب (لغرض) لكنه ليس لغرض، أما الأولى فلأنه لولاه لكان الوجوب أو الإيجاب عبثاً (و) أما الثانية فلأنه (ليس لله تعالى) غرض (للزوم الحاجة) وهو متعال عنها (ولا للعبد في الدنيا لمشقته) أي: الشكر؛ لأن منه فعل الواجب وترك المحرم، وذلك مشقة ناجزة لاحظ للنفس فيه (ولا) غرض فيه للعبد (في الآخرة إذ) أمور الآخرة من الغيب الذي (لا مجال للعقل) فيه⁣(⁣٢) (ورد بمنع الثانية) وهي الاستثنائية، والغرض للعبد في الدنيا ثابت (فإنه الأمن) من ضرر خوف العقاب على تركه الشكر (لاحتمال العقاب) على الترك، فإن المتقلب في نعم لا تحصى إذا نظر وتفكر فيما عليه عرف لزوم الشكر والعقاب عند عدمه.


(قوله): «لأن منه فعل الواجب وترك المحرم» يعني العقليين⁣[⁣١].

(قوله): «عرف لزوم الشكر» في شرح المختصر: علم أنه لا يمتنع كون المنعم بها قد ألزمه الشكر، وهو أولى؛ فإن اللزوم لا يناسبه الاحتمال المذكور⁣[⁣٢] في المتن.


(١) «فائدة»: في الثمرات على قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} ما لفظه: قال الحاكم: واختلفوا في شكر النعمة ما هو؟ فعن ابن عباس: هو طاعة الله في السر والعلانية، وعن الحسن: إظهار النعمة والتحدث بها، وقيل: تعظيم المنعم بالقلب واللسان، وقيل: ذلك أربعة أشياء: مجانبة السيئات، والمحافظة على الطاعات، ومخالفة الشهوات، ومراقبة رب الأرض والسماوات⁣[⁣٣].

(٢) ولا يعلم إلا بالشرع، والغرض معرفته بالعقل فقط.


[١] ذكر معناه الشريف.

[٢] ينظر؛ فإن احتمال العقاب يوجب لزوم الشكر، وهو ظاهر.

[٣] في الثمرات وتهذيب الحاكم: رب السماوات.