هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[أحكام القضايا]

صفحة 229 - الجزء 1

  كل حيوان إنسان، وينعكس إلى: بعض الحيوان إنسان، وإلا لصدق نقيضه، وهو: لا شيء من الحيوان بإنسان، وتضمه إلى الأصل وهو: كل إنسان حيوان فتجعله كبرى والأصل صغرى⁣(⁣١) ينتج: لا شيء من الإنسان بإنسان، وهو سلب الشيء عن نفسه.

  (و) عكس (السالبة الكلية كنفسها) سالبة كلية؛ لأنه إذا صدق سلب المحمول عن كل فرد من أفراد الموضوع صدق سلب الموضوع عن كل فرد من أفراد المحمول؛ إذ لو ثبت الموضوع لفرد من أفراد المحمول حصل الملاقاة بين الموضوع والمحمول في ذلك الفرد، والملاقاة تصحح الموجبة الجزئية من الطرفين، وصدقها من الطرفين ينافي السالبة الكلية من أحدهما. فينعكس: لا شيء من الإنسان بفرس إلى: لا شيء من الفرس بإنسان، وإلا: فبعض الفرس إنسان⁣(⁣٢)، وينعكس إلى: بعض الإنسان فرس، هذا خلف.

  أو تجعلها صغرى للأصل⁣(⁣٣) ينتج: بعض الفرس ليس بفرس، وهو


(قوله): «فتجعله» أي: لا شيء من الحيوان بإنسان.

(قوله): «ينتج» يعني من الضرب الثاني من الشكل الأول.

(قوله): «وإلا فبعض الفرس إنسان» أي: وإلا صدق نقيضه، وهو: بعض الفرس إنسان.

(قوله): «أو تجعلها» أي: بعض الفرس إنسان.

(قوله): «صغرى للأصل» وهو: لا شيء من الإنسان بفرس.

(قوله): «ينتج» يعني من الضرب الرابع من الشكل الأول.


(١) فيكون التقدير هكذا: كل إنسان حيوان، ولا شيء من الحيوان بإنسان، ينتج ما ذكره المؤلف؛ لأن النتيجة تتبع الأخس، وهو النفي هنا.

(*) وإنما كانت النتيجة هكذا لأنها تكون من الأخس، والنفي أخس من الإثبات، وكذا إذا كانت إحدى القضيتين جزئية والأخرى كلية فإنها تكون من الأخس، وهي الجزئية؛ لأن الجزء أخس من الكل.

(٢) أي: لو لم تنعكس السالبة الكلية كنفسها بل انعكست موجبة جزئية.

(٣) ويكون التقدير: بعض الفرس إنسان، ولا شيء من الإنسان بفرس، ينتج ما ذكره المؤلف، وأخذت النتيجة من الأخس، وهو النفي والجزئية.