[أحكام القضايا]
  والمراد بالمؤلَّف(١) معناه اللغوي المشتق(٢)، احتيج لتعليق(٣) «من قضايا» به، أو لئلا يتوهم كون كلمة «من» للتبعيض كقولهم: قول من الأقوال وقضية من القضايا(٤)؛ فلا استدراك.
(قوله): «معناه اللغوي المشتق» قال في حاشية السيد على الكشاف: التأليف جمع أشياء متناسبة كما يرشد إليه اشتقاقه من الألفة، فمعنى مؤلف من قضايا: مجموع من قضايا.
(قوله): «احتيج» أسند إلى ضمير مؤلف بناء على تعديه، أو إلى مصدره بالتأويل المشهور، أي: أوقع الاحتياج إليه.
(قوله): «لتعليق من قضايا به» وقيل: ذكر المؤلَّف بعد القول من قبيل ذكر الخاص بعد العام، وهو متعارف، وذلك أن المركب أعم[١] من المؤلف؛ إذ قد اعتبر في المؤلف المناسبة بين أجزائه؛ لأنه مأخوذ من الألفة.
(قوله): «أو لئلا يتوهم ... إلخ»: يعني لئلا يتوهم من كون القول بمعنى القضية ومن كون كلمة من للتبعيض أن المعنى قول أي قضية من قضايا، فتكون القضية وحدها قياساً، وليس كذلك، ولا يخفى أن العبارة لا تؤدي هذا المراد.
(قوله): «فلا استدراك» كما قيل[٢]: إن القول يرادف التركيب الذي هو مرادف التأليف، فيكون في العبارة تكرار.
(١) دفع لما يقال: لا حاجة إلى ذكر الْمُؤَلَّف لإغناء القول عنه، فذكر أنه احتيج لأجل متعلق قوله: من قضايا به على تقدير كونه مشتقاً.
(٢) في بعض الحواشي: أي: أنه اسم مفعول، وقوله: «احتيج» في بعض النسخ: إليه.
(٣) أجاب بهذا الجواب المحقق عصام في حواشيه لشرح الشمسية قال: بل الجواب أن القول الذي هو جنس القياس بمعنى المركب المراد منه ما لا يدل جزء لفظه على جزء معناه، وهو بهذا المعنى لا يتعدى بكلمة (من)، فذكر الْمُؤَلَّف بمعنى اللغة لا بد منه لتتعلق به كلمة (من) انتهى. وقد ضعف الجواب الآخر بوجهين مبسوطين في حاشيته.
(٤) لا يقال: فهلا اكتفى بالمؤلف عن القول، فقيل: القياس مؤلف ... إلخ؛ لأنه يقال: التوهم المذكور حينئذ باق بحاله كما لا يخفى فتأمل.
(*) فيفهم أن المعنى قول أي قضية من قضايا، وليست القضية وحدها بقياس. (شرح جلال).
(*) قال في شرح الشمسية لميبدي: وأقول: فعلى هذا ذكره القول مستدرك.
(*) فيكون ظاهره أن المراد قضية من القضايا، وليس بمراد هنا.
[١] الظاهر أن يقول: وذلك أن القول أعم؛ إذ السياق في بيان النسبة بين المؤلف والقول وإن كان المركب جنساً للقول. (ح عن خط شيخه).
[٢] القائل الشيرازي. (ح).