[أحكام القضايا]
  لمصلحة(١) عامة أو رقة أو حمية أو غير ذلك(٢)، ولكل قوم مشهورات بحسب عادتهم(٣) وآدابهم(٤)، ولأهل كل صناعة مشهورات بحسب صناعاتهم.
  فإن قيل: المشهورات قد تكون يقينية بل أولية فكيف تجعل من غير اليقينيات؟
  قلنا: المراد أن المشهورات لا يعتبر فيها اليقين ومطابقة الواقع، بل المعتبر فيها(٥) الشهرة وتطابق الآراء سواء كانت يقينية أو لا، فبعض(٦) القضايا يكون أولياً(٧) ومشهوراً بالاعتبارين.
(قوله): «إما لمصلحة عامة» نحو كشف العورة مذموم[١]، ذكره في شرح الشمسية.
(قوله): «أو رقة» نحو مواساة الفقراء محمودة، «أو حمية» كاستحسان نصرة الولي وخذلان العدو، ذكره في شرح الشمسية.
(قوله): «أو غير ذلك» كعادات وشرائع.
(قوله): «ولكل قوم مشهورات» كقبح ذبح الحيوان عند أهل الهند وعدم قبحه عند غيرهم. قال في شرح الشمسية: وربما تبلغ الشهرة بحيث يلتبس بالأوليات[٢]، ويفرق بينهما بأن الإنسان إذ خلا عن جميع[٣] الأمور المغايرة لعقله حكم بالأوليات دون المشهورات.
(قوله): «بالاعتبارين» اليقين وعدمه[٤].
(١) في حاشية: نحو العدل حسن والظلم قبيح. (قطب).
(٢) كعادات وشرائع، نحو شكر المنعم واجب.
(٣) في (أ، ج): عاداتهم.
(٤) في نسخة: ودأبهم.
(٥) «فيها» ساقط من المخطوطات.
(٦) وسواء تطابق الكل عليها كحسن الإحسان إلى الآباء أو آراء طائفة مخصوصة.
(٧) هذا باعتبارها في نفسها، وتسميتها مشهورات، وأما باعتبار ما وقع من التقسيم هنا فلا بد من إرادة عدم شمولها اليقينية؛ لجعلها في مقابل البرهان المشتمل على اليقين.
(*) قوله: «بالاعتبارين» الأول: اليقين ومطابقة الواقع، والثاني: الشهرة ومطابقة الآراء.
[١] الأولى ما مثل به صاحب القطب فابحث وتأمل. (ح عن خط شيخه). والذي مثل به: العدل حسن والظلم قبيح. (ح).
[٢] فإذا خلي العقل وحكمه فرق بينهما بإدراك ما هو سبب الإذعان للمشهورات فعلم أنها مما لا تفيد اليقين. (من الطبري على إيساغوجي ح).
[٣] عبارة شرح الشمسية: بأن الإنسان لو فرض نفسه خالية عن جميع الأمور ... إلخ.
[٤] الظاهر أن الاعتبارين ما صارت به الأولية أولية وما صارت به المشهورة مشهورة. (إملاء ح عن خط شيخه). إذ لم يوجد في المشهورات عدم اليقين. (من خطه أيضاً). ولفظ حاشية: الظاهر أن المراد بالاعتبارين اعتبار حصول الحكم من تصور الطرفين كما في الأوليات واعتبار تطابق الآراء كما في المشهورات، لا اليقين وعدمه كما قال المحشي؛ إذ لم يعتبر في المشهورات عدم اليقين، والله أعلم. (سيدنا أحمد بن صالح أبي الرجال. ح).