هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[أحكام القضايا]

صفحة 259 - الجزء 1

  كما يقال: كل موجود مشار إليه. ولولا دفعها العقل والشرع لعدت من الأوليات. ويعرف كذبها بمساعدته للعقل في المقدمات حتى إذا وصل إلى النتيجة امتنع عن المساعدة.

  والمُشْبِهات، وهي قضايا يحكم العقل بها على اعتقاد أنها أولية أو مشهورة أو مسلّمة لاشتباهها بشيء منها، إما من جهة اللفظ كما في المشترك وضَرْب زيدٍ لاحتمال فاعلية زيد ومفعوليته⁣(⁣١)، وكقولنا الخمسة زوج⁣(⁣٢) وفرد، فإنه يصدق مع الاجتماع لا الانفراد.

  وإما من جهة المعنى، كأخذ ما بالذات مكان ما بالعرض، كما يقال:


(قوله): «كما يقال» فلو قال: الباري موجود [وكل موجود] مشار إليه لأنتج الباطل.

(قوله): «مساعدته» أي: الوهم.

(قوله): «امتنع عن المساعدة» مثاله: الميت جماد، والجماد لا يخاف منه، فإذا وصل الوهم والعقل إلى النتيجة - وهي الميت لا يخاف منه - نكص الوهم على عقبيه وأنكرها.

(قوله): «لاشتباهها بشيء منها» أي: من هذه الثلاث، وهي الأولية والمشهورة والمسلمة.

(قوله): «كما في المشترك» كهذه عين - وتريد الذهب -، وكل عين جارية⁣[⁣١].

(قوله): «فإنه يصدق مع الاجتماع لا الانفراد⁣[⁣٢]» إذ يصدق أن الخمسة مجموع مركب من الزوج والفرد لتركبها من اثنين وثلاثة، فيفهم منه أنها زوج وأنها فرد، وهذا المعنى كاذب، واللفظ يحتملهما، فإنه إن لوحظ انضمام الفرد إلى الزوج أولاً ثم حمل المجموع على الخمسة كان المفهوم⁣[⁣٣] صادقاً، وإن لوحظ حمل الزوج على الخمسة ثم حمل الفرد عليها كان المفهوم كاذباً⁣[⁣٤].

(قوله): «مكان ما بالعرض» فجالس السفينة متحرك بالعرض فلا يكون منتقلاً.


(١) كما إذا قلت: هذا ضرب زيد الخارج، وتريد به الضارب، وكل ضرب لزيد خارج يوجب له الأرش، وتريد به من وقع عليه الضرب، وفي الأول صدر عنه، ينتج: هذا يوجب له الأرش.

(٢) ويحتمل ثلاثة معان: أحدها: أن يكون كل واحد من الزوج والفرد محمولاً على الخمسة بالاستقلال وإن لم يعتبر اجتماعهما كما في زيد عالم وعاقل.

وثانيهما: أن يكون كذلك مع اعتبار المعية والاجتماع.

وثالثها: أن المركب منهما محمولاً والصادق حمله هو الأخير فقط. اهـ عضد).


[١] فهذه جارية. (من شرح الشمسية).

[٢] في المطبوع: لا الافتراق.

[٣] لفظ حاشية الشريف على شرح العضد: كان المفهوم هو المعنى الأول الصادق.

[٤] لفظ حاشية الشريف على شرح العضد: كان المفهوم المعنى الثاني الكاذب.