[أحكام القضايا]
  وهيئة نسبة الأوسط(١) إلى طرفي المطلوب بالوضع والحمل يسمى شكلاً(٢)، واقتران الصغرى والكبرى بحسب الإيجاب والسلب والكلية والجزئية يسمى قرينة وضرباً(٣).
  وإنما وضعت هذه الأشكال في هذه المراتب لأن الشكل(٤) الأول هو النظم الطبيعي؛ لانتقال الذهن فيه من الأصغر إلى الأوسط، ومنه إلى الأكبر، حتى يلزم انتقاله من الأصغر إلى الأكبر، وهو انتقال طبيعي يتلقاه الطبع السليم بالقبول الكامل، فهو بيِّن الإنتاج غير محتاج إلى روية وفكر، ومنتج للمطالب الأربعة(٥)، ولأشرف المطالب الذي هو الإيجاب الكلي؛ لاشتماله على الشرفين وهما: الإيجابُ الذي هو أشرف من السلب - فإن الوجود خير من العدم -
(١) هذه عبارة القطب في شرح المطالع، وعبارته في شرح الشمسية: والهيئة الحاصلة من وضع الحد الأوسط عند الحدين الآخرين بحسب حمله عليهما أو وضعه لهما أو حمله على أحدهما ووضعه للآخر تسمى شكلاً. اهـ وفي شرح السعد للرسالة وغيره نحو هذه العبارة أعني قوله: الهيئة الحاصلة من وضع الأوسط ... إلخ. تأمل. (من خط قال فيه: من خط القاضي علي البرطي |). قوله: بحسب حمله عليهما كالشكل الثاني، وقوله: أو وضعه لهما كالشكل الثالث. وقوله: أو حمله على أحدهما ووضعه للآخر كما في الشكل الأول والرابع.
(٢) والفرق بين الضرب والشكل ظاهر؛ فإن الشكل قد يتحد مع اختلاف الضرب كما في ضروب الشكل الأول، وقد يتحد الضرب مع اختلاف الشكل كالموجبتين الكليتين مع الشكل الأول والثالث. (شرح خير الله على إيساغوجي).
(٣) ووجه تسميته قرينة وقوع الاقتران فيه، وضرباً كونه نوعاً، والضرب من معانيه النوع. (حنفي).
(*) والقول اللازم باعتبار حصوله من القياس يسمى نتيجة، وباعتبار استحصاله منه مطلوباً. (من شرح الشمسية للقطب).
(٤) عبارة القطب: لأن الشكل الأول على النظم الطبيعي. وهي أولى مما هنا، وكذا عبارة شرح إيساغوجي.
(٥) الكليتين والجزئيتين، بخلاف الثاني فإنه لا ينتج إلا السالبتين، وبخلاف الثالث والرابع فإنهما لا ينتجان إلا الجزئيتين إلا الضرب الثالث من الرابع. (شرح إيساغوجي لخير الله).