هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: [في الكلام في الوضع والواضع وطريق معرفة اللغات]

صفحة 321 - الجزء 1

  وثالثها: وهو ما أشار إليه بقوله: (أو ألهمه له⁣(⁣١)) منْعُ دلالتها على المطلوب؛ لجواز أن يكون المراد به الإلهام لأن يضع، نحو: قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ⁣(⁣٢) لَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٨٠]، وهذا أيضاً أدخل في التبكيت وأقوم في الاحتجاج على الملائكة $.

  والجواب في الأول⁣(⁣٣) والثالث بمخالفة الظاهر لا يقاوم ما ذكرناه


=وقد أجاب في شرح المختصر بأن التعليم للأسماء والضمير للمسميات وإن لم يتقدم لها ذكر في اللفظ للقرينة الدالة عليها، وهي الأسماء؛ لدلالتها على المسميات، وتدل على أن التعليم للأسماء إضافتها⁣[⁣١] إلى المسميات⁣[⁣٢]؛ إذ الظاهر من الإضافة المغايرة.

(قوله): «أو ألهمه له» أي: لأن يضع، وذلك لأن التعليم إذا كان المراد به الإلهام كما في قوله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ}⁣[الأنبياء: ٨٠] كان معنى ألهمه الأسماء ألهمه وضعها لمعانيها.

(قوله): «والجواب⁣[⁣٣]» هذا الجواب ذكره في شرح المختصر.

(قوله): «في الأول» أي: في الوجه الأول والثالث من الوجوه الثلاثة.

(قوله): «بمخالفة الظاهر» إذ المتبادر من تعليم الأسماء تعريف وضعها لمعانيها، فالحمل على إلهامه أن يضعها لمعانيها خلاف الظاهر، ولأن الأصل عدم وضع سابق.


(١) وقوله: «أو ألهمه» أقول: هذا خلاف المراد من علّم، والاستدلال بـ (علمناه صنعة لبوس لكم) لا دليل أن المراد ألهمناه، بل المراد قلنا له: اصنع كذا واصنع كذا؛ إذ ذلك الأصل في لفظ التعليم. وأما حديث أنه ألهم إسماعيل هذه اللسان فقد أورد أنها قد كانت العربية لغة يعرب ثم أضاعها من بعده باختلاط الألسنة فألهم إسماعيل ما كان أضيع.

(٢) أي: ملبوس.

(٣) قوله: «والجواب في الأول ... إلخ» يعني كما أجاب به العضد حيث قال: والجواب أنه خلاف الظاهر؛ إذ المتبادر من تعريف الأسماء ... إلخ، وقوله: «لا يقاوم» خبر «والجواب».


[١] في المطبوع: وإضافتها. ولفظ شرح المختصر: ويدل على أن التعليم للأسماء قوله تعالى: {أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ}⁣[البقرة: ٣١]، {فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ}⁣[البقرة: ٣٣].

[٢] في قوله تعالى: (أسماء هؤلاء). (ح).

[٣] أي جواب ابن الحاجب وشارحه. اهـ وقوله: ذكره ... إلخ يعني بأنه خلاف الظاهر، لا إلى آخر ما ذكره المؤلف. (ح).