[طريق معرفة اللغات]
[طريق معرفة اللغات]
  (مسألة: وطريق معرفتها) أي: اللغات أمران:
  أحدهما: (التواتر) فيما لا يقبل التشكيك، كالأرض والسماء والحر والبرد مما يعلم وضعه لمعناه.
  (و) ثانيهما: أخبار (الآحاد) فيما يقبل التشكيك، كالألفاظ الغريبة التي لا يعلم وضعها لمعانيها وإنما يكتفى فيها بالظن، وقد شكك بعضهم(١) في الأمرين فقال: أكثر الألفاظ دوراناً على الألسن كلفظ «الله تعالى» وقع فيه(٢) الخلاف أسرياني(٣) هو أم عربي(٤)، مشتق ومم أو موضوع - أي: غير مشتق - وَلِمَ؟
(قوله): «وقد شكك بعضهم» هو الإمام الرازي، ذكره الشريف.
(قوله): «ومم» أي: وعلى تقدير الاشتقاق فقد اختلفوا في أنه من أله أو وله[١].
(قوله): «أو موضوع» إنما جعل الموضوع قسيم المشتق لأن مراده من الموضوع ما وضعه الواضع بعينه، والمشتق موضوع لا بعينه، بل وضعاً إجمالياً، كذا نقل عن المؤلف #. وفي حاشية السعد: قوله: «أو موضوعاً» أي: ابتداء من غير أن يؤخذ من أصل؛ فلذا جعل قسيماً للمشتق، وقريب منه في حاشية الشريف.
(قوله): «ولم» أي: لم وضع، ألذاته تعالى ابتداء من غير اشتقاق[٢] أو باعتبار كونه معبوداً أو كونه قادراً أو كونه بحيث تتحير العقول من إدراكه أو للمفهوم الكلي؟ قال المحققون من أهل الحواشي: وأنت تعلم أن ما عدا قوله: «ولم» لا دخل له كثيراً في إثبات المطلوب.
(١) هو الرازي في المحصول، والملاحدة، وقد أجاب الرازي عن التشكيك، ذكره الشيخ لطف الله.
(٢) لو قيل: إن هذا السؤال مندفع من أصله؛ لأنه لا خلاف في أن الاسم الجليل لمسماه تعالى وهو الظاهر من التواتر لم يبعد. (لي).
(٣) ضبط في نسخة صحيحة بضم السين وسكون الراء.
(٤) والصحيح أنه عربي كما ذهب إليه الجمهور من العلماء، لا عبراني أو سرياني كما ذهب إليه العلامة أبو زيد. وقيل: إنه صفة. والجمهور أنه علم مرتجل من غير اعتبار أصل أخذ منه، منهم أبوحنيفة ومحمد بن الحسن وسيبويه والخليل والزجاج وابن كيسان وإمام الحرمين والخطابي. وقال الإمام المنصور بالله # في الأساس: فرع: والجلالة اسم لله تعالى بإزاء مدح وليست بِعَلَم.
[١] في القاموس كوجل ووعد. وفي المصباح: من باب تعب. وفي حاشية العلوي: من أله بالفتح إذا عبد. (ح).
[٢] لفظ حاشية الشريف: ولأي شيء وضع؟ لذاته تعالى من حيث هو باعتبار ... إلخ.