هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في بيان أقسام للألفاظ تتمايز بتمايز معانيها

صفحة 343 - الجزء 1

  لا يقال: على تقدير أن يكون الدال هو المجموع يلزم أن لا يكون نحو رأيت أسداً يرمي مجازاً في المفرد، وهو خلاف تصريحهم؛ لأنه يقال: المجاز هو المستعمل في غير ما وضع له، وليس ذلك إلا لفظ الأسد، والقرينة إنما هي جزء من الدال على المعنى المجازي، ولا يلزم منه كونها جزءاً⁣(⁣١) من المجاز.

  وهاهنا⁣(⁣٢) بحث، وهو أنه لو كان لفظ مشتركاً بين معنيين: اللازم وحده ومع الملزوم⁣(⁣٣) - اجتمع في اللازم الثلاث الدلالات، فينتقض تعريف كل⁣(⁣٤) من


(قوله): «لا يقال: على تقدير أن يكون ... إلخ» نسبه الشيخ العلامة في حاشيته إلى الشريف.

(قوله): «ولا يلزم منه كونها جزءاً» يعني لا يلزم من كون القرينة جزءاً من الدال على المعنى المجازي كونها جزءاً من المجاز حتى يلزم أن يكون المجاز هو المجموع؛ لجواز أن يكون المستعمل في المعنى المجازي هو لفظ الأسد المستعار فقط وإن كان الدال عليه هو المجموع المركب منه ومن القرينة، فيكون المجاز مفرداً والدال مركباً.


(١) فيكون المجاز مفرداً والدال مركباً.

(٢) قوله: وهاهنا بحث ... إلخ ينظر في ورود هذه النقوض مع فرض اللفظ المشترك؛ إذ من يجوز استعمال المشترك في معانيه تكون دلالته عليها بالمطابقة، ومن يقول: لا يجوز فلا بد من إرادة أحدها مع نصب القرينة المعينة للآخر، وحينئذ فالدلالة على القولين بالمطابقة، وهو واضح لا يخفى على الناظر، فينظر فيما أطبق عليه النظار من إيراد مثل هذا البحث وعدم التنبيه عليه، والله أعلم بالصواب. (أحمد بن محمد إسحاق).

(٣) فإن الدلالة على الضوء يمكن أن تكون مطابقة وتضمناً والتزاماً.

(٤) قال المحقق السعد في شرحه على الرسالة للقطب ما نصه: وإنما لم يقل: المطابقة هي الدلالة على تمام الموضوع له والتضمن على جزئه والالتزام على لازمه، واشترط أن تكون الدلالة بتوسط الوضع كما ذكره - لئلا ينتقض تعريف كل من الدلالات بالأخريين فيما إذا فرضنا اللفظ مشتركاً بين الشيء ولازمه والمجموع المركب من اللازم والملزوم، كلفظ الشمس للجرم والشعاع والمجموع المركب منهما. أما المطابقة فانتقاضها بالتضمنِ في إطلاق الشمس على المجموع واعتبار دلالته على الجرم بالتضمن، فإنه يصدق عليها - يعني على دلالة الشمس على الجرم - الدلالة على تمام الموضوع له، لكن لا بواسطة أنه تمام الموضوع له؛ لتحقق الدلالة عند فرض عدم وضعه للجرم. وبالالتزام في إطلاقه - يعني لفظ الشمس - على الجرم =