هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

[ذكر سبب التأليف]

صفحة 38 - الجزء 1

  والمذعنة بالنبوة والرسالة⁣(⁣١) لعبده سيدنا محمد، والصلاة والسلام عليه وعلى آله⁣(⁣٢) حفاظ أصول الشريعة بالدليل المعتمد⁣(⁣٣)، صلاة وسلاماً ما دام أعظم


= وقد يقال: الظرف صفة لمصدر مؤول بمقول فلا إشكال. ويقال أيضاً: أما الحمد فهو متقدم لتقدم ما يتضمن الوصف الجميل، وهو البسملة.

(قوله): «الناطقة»: إسناد النطق إلى الشهادة مجاز⁣[⁣١] كما في: {عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ٢١}⁣[الحاقة]، وكذا قوله: والمذعنة. وقوله: «بأن لا إله إلا هو» تجريد؛ لأن ذلك اللفظ هو نفس الشهادة. وعدل عن الإتيان بلفظ الركن الآخر من الشهادة إلى قوله: والمذعنة ... إلخ لما في الإذعان من إظهار التذلل والاعتراف، وما في لفظ النبوءة والرسالة من الاستلذاذ بذكر ذلك. وفي قوله: «لعبده سيدنا» من أنواع البديع المطابقة ومحمد عطف بيان لسيدنا.

(قوله): «أصول الشريعة»: لا يخفى ما في ذلك من براعة الاستهلال، وما في المعتمد من التورية⁣[⁣٢]. ومعنى حفظها بالدليل المعتمد أنهم لما أوضحوا الأدلة وحرروها سلمت الأصول من أن تهدمها شبه المبطلين، فكانت محفوظة عن ذلك بها.


(١) قال بعض المحققين: أجمع الأقوال الشارحة للرسالة الإلهية: أنها سفارة بين الحق والخلق تنبه أولي الألباب على ما تقصر عنه عقولهم من صفات معبودهم ومعادهم، ومصالح دينهم ودنياهم، ومستحبات تهديهم، ودوافع شبه ترديهم، قال المصنف في المسايرة: وأما على ما ذكره المحققون من أن النبي إنسان بعثه الله لتبليغ ما أوحي إليه فلا فرق. اهـ ومما قيل في الفرق: إن الرسول مأمور بالإنذار ويأتي بشرع مستأنف، ولا كذلك النبي وإن أمر بالتبليغ، ويأتي الوحيُ الرسولَ من جميع وجوهه، والنبي من بعضها. اهـ المراد نقله من (شرح تحرير ابن الهمام لبادي شاه).

(٢) كان الظاهر إضافة «آل» إلى الظاهر؛ لأنه الوارد في السنة.

(*) وللخروج من منع إضافته إلى المضمر عند الكسائي والزبيدي والنحاس قال ابن مالك: وقد شذ إضافته إلى المضمر. (زركشي).

(*) حيث قال: فيما أخرجه البخاري ومسلم من حديث كعب بن عجرة: «قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد».

(٣) يحتمل أن يكون المعنى: حفظوها بالدليل المعتمد، وهذا ظاهر، وهو الذي جرى عليه سيلان، ويحتمل أن الوصف لهم بذلك ثابت بالدليل المعتمد، وهذا أيضاً معنى حسن. (أحمد بن محمد السياغي بزيادة يسيرة).


[١] مع ما في الظرف من المجاز اللغوي في الناطقة بمعنى الدلالة. (ح ن).

[٢] قوله: وما في المعتمد من التورية» فيه تأمل؛ لأن شرط التورية إرادة المعنى البعيد، وهو الكتاب، ولا يمكن هاهنا؛ أما لفظاً فلأنه قد جرى على الدليل، وأما معنى فسماجته. أفاده الضياء. (ح ن).