هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في بيان أقسام للألفاظ تتمايز بتمايز معانيها

صفحة 377 - الجزء 1

  والصارم، فإن السيف اسم للذات المعروفة سواء كانت كالَّةً أم لا، والصارم مدلوله شديد القطع، فهما متباينان، وقد يجتمعان في سيف قاطع.

  أو بأن يكون أحدهما صفة والآخر صفة لها كالمتكلم والفصيح، أو بأن يكون أحدهما جزءاً من مدلول الآخر كالحيوان والإنسان، أو بغير ذلك.

  (وأيضاً) تقسيم آخر للمفرد (يكون مشتقاً وغير مشتق) ويتبينان مما⁣(⁣١) يجيء قريباً إن شاء الله تعالى (وصفة)⁣(⁣٢) وهي ما دل على ذات غير معينة باعتبار معنى معين كضارب (وغير صفة) وهو بخلافه كرجل.


(قوله): «كالمتكلم والفصيح» ومن الناس من ظن أن مثل الناطق والفصيح ومثل السيف والصارم من المترادف لصدقهما على ذات واحدة، وهو فاسد؛ لأن الترادف هو الاتحاد في المفهوم لا الاتحاد في الذات.

نعم، الاتحاد في الذات من لوازم الاتحاد في المفهوم دون العكس.

(قوله): «أو بغير ذلك» كالصفة المساوية للموصوف كالإنسان والكاتب بالإمكان، وكشيئين بينهما عموم من وجه كالحيوان والأبيض.

(قوله): «وأيضاً تقسيم آخر للمفرد يكون⁣[⁣١] ... إلخ» ينظر في اتصال لفظ يكون بما قبله، ولعله استئناف جواب سؤال نشأ من قوله: تقسيم آخر.

(قوله): «مشتقاً وغير مشتق» هذا التقسيم مما وجد في الاسم والفعل دون الحرف كما ذكره الشريف في الحواشي.

(قوله): «ما دل على ذات غير معينة ... إلخ» فإن مفهوم ضارب مثلاً شيء مّا له الضرب من غير دلالة في اللفظ على خصوصية كونه إنساناً بل جسماً أو غيره، حتى لو تصور ما هو أعم من الشيئية لم يقدر موصوفه الشيء⁣[⁣٢]، وإنما ذلك لضيق العبارة؛ فلهذا لم يكن اسم الزمان والمكان من قبيل الصفات؛ إذ ليس معنى المقتل مثلاً شيئاً ما فيه القتل، بل زمان أو مكان فيه ذلك، فخصوصية الذات معتبرة فيهما، ذكره السعد في الحواشي.


(١) في (أ، ج): بما.

(٢) في المطبوع: «صفة» بدون واو.


[١] عبارة ابن جحاف في شرحه: والمفرد أيضاً يكون مشتقاً وستعرفه إن شاء الله تعالى، وهذه العبارة مفصحة عن أن لفظ يكون خبر عن المفرد، وعبارة ابن الإمام قاضية بأن يكون صفة لتقسيم، وهي بيان لحاصل المعنى ولا إشكال فيها كما يعرف بالتأمل. (سيدي أحمد بن محمد. ح).

[٢] بل كان سيؤتى بالأعم المفروض، فعبر بالشيء لعدم إمكان التعبير بغيره؛ فلذا قال: وإنما ذلك أي التعبير بالشيء لضيق العبارة وعدم إمكان التعبير بغير لفظ الشيء. (سيدي أحمد ح).