هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: [في الاشتقاق]

صفحة 382 - الجزء 1

  فإن قلت: ما الفرق بين الاشتقاق والعدل المعتبر في منع الصرف؟

  قلنا: المشهور أن العدل يعتبر فيه الاتحاد في المعنى، فإن اعتبر في الاشتقاق الاختلاف فيه فهما متباينان، وإلا فالاشتقاق أعم، وكذا إن كان في العدل مغايرة في المعنى كما صرح به ابن الحاجب في بعض مصنفاته؛ لأنه أخذ صيغة من صيغة أخرى مع أن الأصل البقاء عليها، والاشتقاق أعم من ذلك⁣(⁣١)، فالعدل قسم منه؛ ولذلك صرح باشتقاق ثلاث من ثلاثة ثلاثة.

  (ولا بد من تغيير⁣(⁣٢)) في اللفظ تحقيقاً وهو ظاهر، أو تقديراً كما في طَلَب


(قوله): «فإن اعتبر في الاشتقاق الاختلاف فيه» أي: في المعنى كما هو مقتضى قول ابن الحاجب: بتغيير ما، أي: في المعنى كما ذكره في شرح المختصر.

قال الشريف: وكأن من اشترط التغيير في المعنى نظر إلى أن المقاصد الأصلية من الألفاظ معانيها، وإذا اتحد المعنى لم يكن هناك تفرع وأخذ بحسبه وإن أمكن بحسب اللفظ، ومن لم يشترط اكتفى بالتفرع والأخذ من حيث اللفظ.

(قوله): «وكذا» أي: يكون الاشتقاق أعم.

(قوله): «في بعض مصنفاته» هو شرح المفصل.

(قوله): «لأنه» علة لكون الاشتقاق أعم، والضمير يعود إلى العدل، أي: لأن العدل.

(قوله): «مع أن الأصل البقاء عليها» أي: على الصيغة المأخوذ منها.

(قوله): «ولذلك صرح» يعني ابن الحاجب حيث قال في شرحه للكافية على الصيغة المشتقة هي منها فجعل ثلاث مشتقة من ثلاثة ثلاثة.

(قوله): «ولا بد من تغيير في اللفظ» اعلم⁣[⁣١] أنه قد زيد في حد ابن الحاجب للاشتقاق «بتغيير ما»، فحمله الشراح على أن المراد التغيير في المعنى لا في اللفظ؛ =


(١) أي: من العدل؛ لأن كل معدول مشتق ولا عكس على هذين الوجهين.

(٢) ذكر هذا بعد تمام الحد تمهيد لقسمة التغيير إلى ما يحتمله من الأقسام، كأنه قد علم من التعريف أنه لا بد من تغيير ما في اللفظ وذلك منقسم إلى كذا وكذا.


[١] قال ابن الحاجب: مسألة المشتق ما وافق أصلاً بحروفه الأصول ومعناه، وقد يزاد بتغييرٍ مّا. قال النيسابوري في الرفو شارحاً لكلامه: أي: وقد يزاد في التعريف قيد آخر، وهو بتغيير ما ولو اعتبارياً كالعدل بمعنى العادل من العدل بمعنى المصدر، والتغيير إنما يكون بزيادة حرف أو نقصانه أو بزيادة حركة أو نقصانها، فهذه أربعة تغايير بسيطة، والمركبة لا تزيد على أحد عشر: ستة ثنائية هي: زيادة الحرف مع نقصانه، أو مع زيادة الحركة أو مع نقصانها، ونقصان الحركة مع زيادة الحركة أو نقصانها. ونقصان الحركة مع زيادة الحركة أو نقصانها، ونقصان الحرف مع زيادة الحركة أو نقصانها، وزيادة الحركة مع نقصانها، وأربعة ثلاثية هي ما تبقى بعد كل واحد من الأربعة البسيطة، وواحد رباعي، فمجموع التغيير إذاً خمسة عشر =