فصل: [في الاشتقاق]
  وأجيب(١) بمنع كون المعنى فيما ذكر الأثر الحاصل في المفعول، بل هو تأثير ذلك الأثر، وهو قائم بالفاعل ضرورة حصول الأثر عنه.
  قيل(٢): التأثير نفس الأثر، وإلا كان حادثاً أو قديماً، والأول يستلزم التسلسل؛ لافتقاره إلى تأثير آخر زائد عليه، والثاني يستلزم قدم الأثر.
  لا يقال(٣): فيكون قائماً بالفاعل؛ لأنه يقال: قد سلمتم قيام الأثر بالمفعول، فيستحيل قيام العرض بمحلين.
(قوله): «وإلا كان حادثاً» أي: وإلا يكن التأثير نفس الأثر بل كان أمراً زائداً عليه لكان إما أن يكون حادثاً أو قديماً ... إلخ، وهذا الجواب هو ما نسبه الشيخ العلامة لطف الله | إلى المعتزلة نقلاً عن المحصول حيث قال: أجابت المعتزلة بأنه لا معنى لتأثير القدرة في المقدور إلا وقوع المقدور بها؛ إذ لو كان التأثير[١] أمراً زائد عليه لكان إما أن يكون قديماً أو حادثاً ... إلخ.
(قوله): «لافتقاره إلى تأثير آخر زائد عليه» لأن كل حادث لا بد له من تأثير مؤثر فيعود الكلام إلى ذلك التأثير ويتسلسل.
(قوله): «والثاني يستلزم قدم الأثر» إذ لا يتصور تأثير ولا أثر؛ لأن التأثير نسبة، والنسبة متوقفة على المنتسبين، وهما الفاعل والأثر، فلو كان التأثير قديماً لكان الأثر قديماً بالأولى؛ لتوقف التأثير عليه.
(قوله): «لا يقال: فيكون قائماً بالفاعل» يعني أن مطلوب المعتزلة من اشتقاق اسم الفاعل لغير من قام به المعنى لا يتم بما ذكروا من أن التأثير عين الأثر، وذلك أن التأثير قائم بالفاعل، فقد اشتق اسم الفاعل لمن قام به المعنى.
و (قوله): «لأنه يقال» أي: يجاب من قبل المعتزلة بأنكم قد سلمتم قيام الأثر بالمفعول لقولكم: مع أن القتل قائم بالمفعول[٢]؛ لأنه الأثر الحاصل فيه ... إلخ، وكذا جوابكم بمنع كون المعنى الحاصل هو الأثر الحاصل في المفعول يتضمن التسليم بأن المعنى لو كان هو الأثر لقام بالمفعول.
(قوله): «فيستحيل قيام العرض بمحلين» وهما الفاعل والمفعول، فلا يكون التأثير الذي هو الأثر قائماً بالفاعل.
(١) أي: من جهة الأشاعرة.
(٢) أي: من طرف المعتزلة. وفي حاشية ما لفظه: نسب هذا القول السيد ميربادشاه تلميذ عصام الدين في رسالته في الفرق بين المصدر والحاصل بالمصدر إلى الأشعرية، فقال: الاتحاد في الخارج بين الأثر والمؤثر هو قول الأشعرية، وقرر ذلك في آخر الرسالة المذكورة فراجعه، فكأن المعتزلة أوردت ذلك إلزاماً للأشعرية بمذهبهم.
(٣) أي: من طرف الأشعرية، يعني مع تسليم أنه عين الأثر لا غيره. (منه بزيادة يسيرة).
[١] التصحيح من شرح الفصول للشيخ لطف الله الغياث.
[٢] تحقق، فهذا في احتجاج المعتزلة ولا يستقيم إلا الثاني.