هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: [في المشترك]

صفحة 423 - الجزء 1

  الدلالة أن لفظ الصلاة مشترك بين المغفرة والاستغفار؛ لتبادرهما عند الإطلاق، وقد استعملت فيهما دفعة واحدة لإسنادها إل الله تعالى وإلى الملائكة، ومن المعلوم أن الصادر من الله تعالى هو المغفرة لا الاستغفار، ومن الملائكة الاستغفار لا المغفرة (والأصل) في الاستعمال (الحقيقة) ولا يعدل عن الأصل إلا بدليل؛ فلا يرد أنها مستعملة في الاعتناء⁣(⁣١) بإظهار الشرف وهو مشترك بين المغفرة والاستغفار.


(قوله): «فلا يرد أنها مستعملة في الاعتناء بإظهار الشرف» قال في شرح المختصر: فيكون متواطياً لا مشتركاً، وهذا هو الذي أراد المؤلف بقوله: وهو مشترك ... إلخ، والمراد أن الصلاة استعملت في معنى مجازي شامل للمعنيين ليصح تفريع قوله: فلا يرد أنها مستعملة ... إلخ على قوله: والأصل في الاستعمال الحقيقة؛ إذ لو كان المراد استعمالها حقيقة لم يستقم التفريع.

وقد أجاب في شرح المختصر بأنه وإن ثبت الاستعمال فلا يتعين كونه حقيقة، بل نقول: إنه مجاز وإن كان خلاف الأصل لما ذكرنا من الدليل.

قلت: وأراد بالدليل ما سيأتي من دعوى سبق أحدهما على البدل، وسيدفعه المؤلف # بما ستقف عليه، وفيه ما ستعرفه إن شاء الله تعالى.


= وهو قوله ÷: «صلوا كما رأيتموني أصلي)). الرابع: تجب عند ذكره ÷، وهو مروي عن أبي مسلم، وفي الحديث: «من ذكرت عنده فلم يصل علي فدخل النار فأبعده الله)). ثم ساق صاحب الثمرات كلاماً إلى أن قال راوياً عن الكشاف: ولو تكرر ذكره في المجلس لم يتكرر الوجوب كما لا يتكرر السجود في تكرر آية السجدة، وكذا تشميت العاطس، قال: وكذا تستحب في كل دعاء في أوله وآخره؛ لأنه تعالى لا يرد الصلاة على النبي فكذا لا يرد ما بين المقبولين. وأما السلام فأكثر العلماء لم يوجبوه، والشافعي أوجبه في صلاة الفرض. وأما الصلاة على آله فتجب عندنا حيث تجب الصلاة عليه، وللشافعي في الصلاة على الآل قولان هل تجب في الصلاة أم لا، وفي الحديث فيما رواه الحاكم: كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ فقال: «قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم)). اهـ المراد نقله مختصراً. قلت: ومما يدل على وجوب الصلاة على الآل حديث البخاري في باب الصلاة على النبي ÷ من حديث عبدالرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي ÷ خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك؟ قال: «فقولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد)) ... الحديث.

(١) إشارة إلى ما ذكره ابن الحاجب من أن المراد بالصلاة هو الاعتناء ... إلخ. (من إملائه #).