هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في تعريف الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما وأحكامهما

صفحة 461 - الجزء 1

  (و) منها: (المحلية⁣(⁣١)) أي: كون الحقيقي محلاً للمجازي، نحو: «أصابته⁣(⁣٢) عين».

  (و) منها: (الحالِّيَّة) وهي عكس المحلية، كقول الشاعر:

  كلامكِ⁣(⁣٣) فيه وحده لي كفاية ... كأن صخوراً منه تقذف في سمعي

  أي: في الأذن التي هي محل السمع.

  (و) منها: (المظروفية) أي: كون الحقيقي ظرفاً للمجازي، كقوله تعالى: {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧}⁣[العلق]، أي: أهل ناديه، وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا


(قوله): «أصابته عين» أي: داء في العين.

(قوله): «فليدع ناديه» أي: أهل ناديه، ويحتمل أن يكون من مجاز الحذف ولكنه لا يقدح في التمثيل، ولعل المؤلف # إنما زاد قوله ÷: «لا يفضض الله فاك)) لسلامته عن الاحتمال، والله أعلم.


(١) ومنه التعبير باليد عن القدرة نحو: {بِيَدِهِ الْمُلْكُ}⁣[الملك: ١]، وبالقلب عن العقل نحو: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}⁣[الأعراف: ١٧٩]، أي: عقول، وبالأفواه عن الألسن نحو: {يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ [مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ]}⁣[آل عمران: ١٦٧]، وبالقرية عن ساكنيها نحو: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}⁣[يوسف: ٨٣]، وقد اجتمع هذا النوع وما بعده في قوله تعالى: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}⁣[الأعراف: ٣١]، فإن أخذ الزينة غير ممكن؛ لأنها مصدر، فالمراد محلها، فأطلق عليه اسم الحال، وأخذها للمسجد نفسه لا يجب، فالمراد الصلاة، فأطلق اسم المحل على الحال. (إتقان).

(٢) فالمعنى الحقيقي محل للمجازي الذي هو الداء القائم بالعائن المتسبب عنه الداء، والقائم بالعائن خاصيته كخاصية السم.

(٣) بكسر الكاف؛ لأنه خطاب للجارة المذكورة في مفتح الأبيات، وهو قوله:

تكلمني بالأرمنية جارتي ... ...................

والبيت للبهاء زهير، وقبله:

دعاني إليك الليل والابن والسرى ... فصادفني ما ضاق عن بعضه وسعي

كلامك والدولاب والطفل والرحى ... فلم أدر ما أشكوه من ذلك الجمع

إلخ. قلت: وكان الصواب إيراد بيت عربي لما سبق من اشتراط نقل نوع العلاقة، وهذا النوع لم يستشهد عليه بغير البيت، ولا يقال: هو تمثيل لا استشهاد؛ لما يلزم من إثبات كل نوع بشاهد عربي كما صنع في جميع الأنواع التي ذكرها غير هذا.