فصل: في تعريف الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما وأحكامهما
  مسلمين ومؤمنين. ونحو: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ}[آل عمران: ١٧٣]، والمراد نعيم بن مسعود، وفي بعض الكتب سراقة، والأول أصح.
  (و) منها: (الخصوص) وهو عكس العموم، نحو قوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ٦٩}[النساء]، أي: رفقاء(١).
  (و) منها: (الكون عليه) أي: كون الحقيقي كان عليه المجازي، كقوله تعالى: {وآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ}[النساء: ٢]، أي: الذين كانوا يتامى قبل ذلك؛ لأنه لا يتم بعد البلوغ. وكضارب للفارغ من الضرب عند مشترط بقاء المعنى.
  (و) منها: (الأَوْلُ إليه) أي: كون الحقيقي آيلاً(٢) إليه المجازي، نحو قوله: {إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}[يوسف: ٣٦]، أي: عصيراً(٣) يؤول إلى الخمر.
(قوله): «رفيقاً أي: رفقاء» هكذا ذكره السيد المحقق في حواشيه، وفي شرح ابن عقيل: تجب مطابقة التمييز في الجملة إن اتحد المعنى، وأما «حسن أولئك رفيقاً» فأفرد لأن رفيقاً وخليطاً وصديقاً يستغنى بمفردها عن جمعها كثيراً. وكذا في تفسير أبي السعود[١].
(١) أما من قال: إن فعيلاً يستوي فيه المذكر والمثنى والمجموع مثل: {إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ}[الأعراف: ٥٦]، في الأولى ومثل هذه في الجمع فلا يكون من هذا القبيل، بل من الحقيقة، وهو الأولى؛ إذ لم يعهد إطلاق المفرد على الجمع لا حقيقة ولا مجازاً، والأحسن في التمثيل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ}[البقرة: ٢١]، خطاباً للموجودين، ويدخل من بعدهم بالتغليب لا بالقياس. (شيخ).
(*) وقيل: إن التقدير وحسن رفيق أولئك رفيقاً، فحذف المضاف وجاء التمييز على وفقه.
(٢) قطعاً أو غالباً، فالأول كالميت على الحي، والثاني كالخمر على العصير، ولا يجوز أن يسمى العبد حراً؛ لأنه ليس كذلك، وإنما هو محتمل فقط. (من شرح الجمع بالمعنى).
(٣) الظاهر أن يقال: أعصر عنباً كما ذكر في بعض كتب أصول الفقه، وجعله من تسمية الشيء باسم غايته، وعلى ما في الكتاب فالمعنى أستخرج بالعصر خمراً، أي: عصيراً يؤول إلى الخمر. (من حاشية الشريف على المطول).
(*) وفي حاشية ما لفظه: فسره بالعصير ليكون مجازاً باعتبار ما يؤول إليه، ولو فسره بالعنب لكان من تسمية الشيء باسم غايته، لكن تفسيره بالعصير يحوج إلى ارتكاب مجاز آخر إما في اللفظ بأن يراد بأعصر: أستخرج بالعصر، أو في الإيقاع؛ لأن حقيقة العصر إنما تقع على العنب. (من حاشية الشيخ لطف الله على الشرح الصغير).
[١] فإنه قال: فأفرد لأن رفيقاً يستوي فيه الواحد والمتعدد. اهـ ح