هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في تعريف الحقيقة والمجاز وبيان أقسامهما وأحكامهما

صفحة 475 - الجزء 1

  لشيء مخصوص، والمشاكلة محسنة لهذا المجاز، فلا يلزم أن يحسن التجوز بكل مقيد عن مطلق حتى يحسن: جاء زيد⁣(⁣١) أي: رجل مثلاً.

  إذا عرفت معنى العلاقة ووجوب نقلها فاعلم أنه قد اختلف في آحاد المجازات هل يجب نقلها بأعيانها عن أهل اللغة⁣(⁣٢)؛ فإذا نقل إلينا إطلاقهم النبات على المطر فلا نطلقه إلا عليه⁣(⁣٣)، أم لا يجب ذلك بل نكتفي بنقل العلاقة، فنطلق مثلاً اسم المسبب على السبب أيَّ سبب كان؟

  والمختار: أنه لا يجب نقلها، وهو المشار إليه بقوله: (لا الآحاد) وهو معطوف على قوله: العلاقة معتبر نوعها⁣(⁣٤). وعليه الجمهور؛ محتجين


(قوله): «والمشاكلة محسنة» أراد التحسين العرضي البديعي؛ فلا يرد أن أكثر استعمال المقيد في المطلق لا مشاكلة فيه ولم يخرج عن الحسن الذاتي، ولذا قال: حتى يحسن جاء زيد أي رجل ولم يقل: حتى يصح، والله أعلم.

(قوله): «ووجوب نقلها» أي: وجوب نقل نوعها.

(قوله): «لا الآحاد» فسر بآحاد المجازات كما في شرح المختصر، وفي شرح الفصول للشيخ العلامة | فسرها بأفراد الأنواع، وهما متقاربان.

(قوله): «وهو معطوف على قوله: العلاقة معتبر نوعها» فيكون من عطف الجمل⁣[⁣١]، ويكون العطف بحسب معنى ما سبق؛ إذ معنى ما سبق كما ذكره المؤلف #: يعتبر نقل نوعها لا الآحاد، أي: لا يعتبر نقل الآحاد. وعبارة ابن الحاجب: لا يشترط النقل في الآحاد على الأصح.


(١) زيد ليس بمقيد؛ لأن الإطلاق والتقييد في النكرات. (قال في الأم: من هامش نسخة مولانا الحسين من حاشية الشيخ لطف الله على الشرح الصغير). وفيه نظر. (من خط البرطي). وجه النظر: أن اصطلاح البيانيين في المقيد يشمل المعارف. (من إفادة سيدي أحمد بن زيد الكبسي |).

(٢) «عن أهل اللغة» ساقط من المطبوع.

(٣) أي: فلا يطلق إلا النبات على المطر، ولا يطلق أي مسبب على أي سبب.

(٤) أي على نوعها. (من خط سيلان). لكنه يخالف ما في حاشيته. تأمل.


[١] بل الظاهر أنه من عطف المفردات ولا حاجة إلى التكلف، فهو معطوف على نوعها، ولعل الذي ألجأ المحشي إلى أنه من عطف الجمل قول المؤلف: وهو معطوف على قوله: العلاقة معتبر نوعها، ولعله إنما ذكر هذا جميعه لبعد المعطوف عليه، والله أعلم. (ح عن خط شيخه).