[الحروف: وضعها ومعناها وما يلحق بذلك]
  وقال المؤيد بالله # في شرح التجريد: وعندنا وعند الشافعي أن الواو في الشرع توجب الترتيب(١)، وعليه بنى احتجاجه بقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ٢}[الكوثر] على وجوب تقديم الصلاة على الأضحية.
  احتج الجمهور أولاً بقوله: (لإجماع أئمة العربية) قال أبو علي الفارسي(٢): إنه مجمع عليه، وذكره سيبويه(٣) قيل: في خمسة عشر موضعاً من كتابه، وقيل: في سبعة عشر موضعاً.
  (و) ثانياً بقوله: (لامتناع الترتيب في: تقاتل(٤) زيد وعمرو) مع صحته بالاتفاق(٥)؛ وذلك لأنه لا يتصور الترتيب في فعل يعتبر في مفهومه الإضافة المقتضية للمعية؛ ولذلك لا يصح: تقاتل زيد ثم عمرو(٦) اتفاقاً.
  (و) ثالثاً: بامتناع الترتيب أيضاً في (جاء زيد وعمرو قبله) مع الاتفاق على صحته؛
(قوله): «ولامتناع الترتيب ... إلخ» وقوله: وجاء زيد وعمرو قبله ... إلخ» هذا مما ذكره ابن الحاجب للمذهب المختار، وزيفه بما ذكره المؤلف.
(قوله): «في مفهومه الإضافة» لكونه من النسب المتكررة، أي: من الأمور التي لا تعقل إلا بالقياس إلى نسبة أخرى معقولة بالقياس إلى الأولى.
(١) قال الشيخ عبدالرؤوف المناوي: من نسب إلى الشافعي أنه يقول بإفادة الواو للترتيب فقد وهم. (من شرح منظومة محمد بن علان).
(٢) وعبارة الأصبهاني في شرح المنهاج للبيضاوي: قال أبو علي الفارسي: أجمع نحاة البصرة والكوفة على أن الواو العاطفة للجمع المطلق، وذكر سيبويه في سبعة عشر موضعاً من كتابه أنها للجمع المطلق.
(٣) أي: كونها للجمع المطلق لا الإجماع.
(٤) بالباء التحتانية. (فصول بدايع). وفي بعض النسخ: بهما، أي: بالتاء والباء.
(٥) وأيضاً لو كانت للترتيب لزم محظورات، منها: أن يتناقض قوله تعالى: {وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ}[البقرة: ٥٨] مع الآية الأخرى، وهي قوله تعالى: {وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا}[الأعراف: ١٦١]، والقصة واحدة، والتناقض في قوله تعالى محال. (شيخ لطف الله |).
(*) أي: صحة هذا التركيب، وقوله: «المقتضية للمعية» أي: التي هي غير الترتيب.
(٦) إذ لا ترتيب في تقاتلهما.
(*) قال صاحب فصول البدائع: ولذا امتنع: فعمرو، وأن يكون وعمرو بعده تكريراً، وقبله تناقضاً، وللمعية معه تكريراً، وكلاهما تناقضاً.