هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول المعروف بـ (شرح الغاية)،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: [فيما يتعلق بمباحث الحاكم]

صفحة 556 - الجزء 1

  العدمي لا يجب وجوده) فقد يكون الشيء ونقيضه معدومين معاً وموجودين معاً ومنقسمين (وارتفاع النقيضين إنما يستحيل في الصدق) دون الوجود.

  وتحقيقه⁣(⁣١): أن الوجودي يطلق على معنيين: الموجود، وما ليس في مفهومه سلب. والعدمي يقابله فيهما. والنقيضان لا بد أن يكون أحدهما وجودياً والآخر عدمياً بالمعنى الثاني، لكن الوجودي بهذا المعنى لا يجب أن يكون موجوداً؛ لجواز كونه مفهوماً اعتبارياً ليس فيه سلب. ولا يجب ذلك في المعنى الأول⁣(⁣٢)؛ لجواز ارتفاعهما بحسب الوجود في الخارج، إنما الممتنع ارتفاعهما في الصدق.


(قوله): «لا يجب وجوده» فلا يكون معنى، فلا يلزم قيام المعنى بالمعنى.

(قوله): «معدومين معاً» كالممتنع واللاممتنع؛ لصدق الثاني على المعدوم الممكن.

(قوله): «وموجودين معاً» كالبياض واللابياض؛ لصدق الثاني على السواد.

(قوله): «ومنقسمين» كلونية الجسم واللالونية. واعلم أن المقصود يحصل بكونهما عدميين، وإنما ذكر القسمين الآخرين استيفاء لأقسام المتضادين.

(قوله): «وتحقيقه» ذكره الشريف ووصى بالمحافظة عليه.

(قوله): «والعدمي يقابله» أي: يقابل الوجودي.

(قوله): «فيهما» أي: في المعنيين المتقدمين، فيكون العدمي هو المعدوم وما في مفهومه سلب.

(قوله): «بالمعنى الثاني» يعني ومقابله، ولو قال كذلك لكان أولى. والمراد بالثاني ما ليس في مفهومه سلب.

(قوله): «لكن الوجودي بهذا المعنى» أي: المعنى الثاني، وهو ما ليس في مفهومه سلب.

(قوله): «ولا يجب ذلك» أي: كون أحدهما وجودياً والآخر عدمياً. ولعله معطوف على الوجودي، أي: لكن لا يجب ... إلخ؛ إذ لا يصلح عطفه على غيره فتأمل⁣[⁣١].

(قوله): «في المعنى الأول» وهو الموجود، ولو قال: ومقابله وهو المعدوم لكان أولى.

(قوله): «بحسب الوجود في الخارج» فالقبح واللاقبح معدومين ولا محذور.

فائدة: ذكر في الجواهر أن الجمهور منعوا كون نقيض العدمي عدمياً؛ لأن التقابل بين الإيجاب والسلب معناه أن أحدهما وجودي والآخر عدمي كما لا يخفى على الناظر في كلام العلماء في كتبهم.

قال: وذهب المحققون إلى جواز ذلك؛ لوقوعه بين نقائض الأمور الاعتبارية، والمراد بوجوب كون أحدهما وجودياً والآخر عدمياً أن يكون أحدهما عدم الآخر؛ لأن نقيض كل شيء عدمه لا كونه عدمياً⁣[⁣٢].


(١) قال الشريف: وهذا التحقيق ينفعك في مواضع كثيرة فليكن على ذكر منك.

(٢) في نخ: بالمعنى الأول.


[١] الظاهر صلاح عطفه على قوله: لا بد أن يكون، يظهر ذلك بجعل المشار إليه مكان اسم الإشارة. (ح عن خط شيخه).

[٢] وقد استوفى الكلام في هذا المقام، وهو بحث نفيس. (منه ح).